إن تحالف الدول الإسلامية ضد الإرهاب التي سعت بلادنا لحشده لمكافحة الإرهاب وانضمت إليه العديد من الدول الإسلامية، ثم أصبح له قيادة مقرها الرياض عاصمة المملكة، نتمنى لو تطور ليكون جيشًا إسلاميًا له في كل «جيش دولة إسلامية» فرقة تتدرب على التدخل السريع، لتكون منقولة جوًا إلى أي مكان يطلب تواجدها فيه غير دول هذا التحالف، إذا تعرضت لخطر من إرهاب يجتاحها، أو اعتداء عليها من عدو شرس، أو حتى اضطراب يقع فيها ويخشى عليها منه، فتحمل تلك الفرق من الدول المتحالفة إليها لتكون جيشًا قويًا يمنع توسع الإرهاب على أرضها بل ويقضي عليه سريعًا، ويمنع عدوان الغير عليها، ويوقفه عند حدوده، ويشيع الأمن والاستقرار فيها، فتأمن دولنا وتتفرغ شعوبها لبناء أوطانها لإحساسهم الدائم بالأمن والأمان، فيكون هذا الجيش رادعًا قويًا لأي عدوان على أي دولة إسلامية منضمة إلى هذا التحالف، بل ويجعل لدول التحالف هذه قوة عسكرية يهابها الأعداء، بل ويجعل لها مهابة بين دول العالم أجمع، وسهل أن تقوم كل دولة بتدريب فرقة من جيشها لتكون قوة تدخل سريع، وتسعى الدول متعاونة لجلب السلاح لهذه الفرق الصغيرة، التي ستكون جيشًا للتدخل السريع في اللحظة المناسبة، وتختار إحدى دول التحالف لتكون مقرًا لسلاح هذا الجيش الذي ينقل وقت الحاجة للدولة التي يراد التدخل فيها لدرء أي خطر عنها، وفق معاهدة مكتوبة وقّعت عليها كل دول التحالف، وتكون هذه المعاهدة مفتوحة لمن ينضم إليها من الدول الإسلامية الأخرى، ولعل هذا التحالف يتطور فيما بعد إلى قوة سياسية لها وزنها في العالم، بعد أن أصبح لها قوة عسكرية ضاربة وحاسمة تمنع العدوان عليها في كل حين، فقد مضى الزمان الذي تظل فيه دول المسلمين الأضعف في العالم، وإن تكوين هذا التحالف ضد الإرهاب فتح الباب على مصراعيه لأن تستعيد دولنا مكانتها بين دول العالم، ويكون لها كيان عام عسكري وسياسي فاعل في حركة العالم، وحتمًا لن يكون هذا التجمع الإسلامي موجهًا ضد أحد، بل هو كيان لدرء الأخطار عن دوله، في زمن تكاثرت فيه الأخطار من حولها، وأظن لمثل هذا الكيان في العالم أمثلة حية، فليس من المعقول أن يلقى إنشاؤه أي اعتراض مبني على أسس صحيحة إلا أن طبقت على الكيانات العسكرية والسياسية الأخرى، وهو ما لن يكون أبدًا، ولعل هذه الخطوة تكون القادمة من دول التحالف.