مسؤولية الآباء والأمهات عظيمة فالأسرة المدرسة الأولى الذي يتلقى فيها الابن القيم والمثل الذي تقود سلوكه فيما بعد عندما يلتحق بالمدرسة ثم عندما ينخرط بعد التعليم في الحياة فهذه الأسرة إذا كانت آمنة مستقرة يتسع فيها الوقت للأبوين أن يكونا مع الأبناء والبنات أكبر قدر من زمن يومهم وليلتهم بعد أداء عمل الذي لابد وان ينصرفوا إليه في اليوم ساعات ويفضل لأحدهما أن يكون معهم حين غياب الآخر، يقتسمان معاً المهمة فهما المربيان الأوليان للأبناء وتخليهما عن هذه المهمة إهمال جسيم قد يكون هو المسؤول الأهم لكل انجراف قد يصيب الأبناء, والخدم والحاشية لا يربون, بل لعلهم وهم كبار ينقلون إلى الأبناء كل ما ثبت في نفوسهم من أمراض تؤدي إلى كثير من السلوكيات المشوهة خاصة إذا جاءوا من بيئات دنيا ينعدم فيها التعليم أو يكاد ويسيطر عليها الفقر خاصة ونحن انما نستوردهم من بيئات في الغالب نجهل كل ما فيها ونحن اليوم بحمد الله كما يحدثنا المسؤولون عن التعليم نودع الأمية وترتفع نسبة المتعلمين بيننا وعلى هذا نتطلع إلى أسرة تحيا فيها القيم فتنتعش فيها الفضائل وتموت فيها الرذائل وليحذر كل من الابوين إذا كان قد تعود سلوكاً سيئاً أن يظهره في محيط أسرته فانه إذا اظهره فيها تبعه الأبناء فيه إلا ما قل ولأن ما نطمح- إليه من قيم السلوك الراقي لافراد مجتمعنا الذي سيشكل من هؤلاء الأبناء فعلينا أن نتنبه إلى قضية مهمة أن نبتعد ما أمكننا عن فرض الرأي على الأبناء والزوجات وعدم مشورتهم في كل شؤون الأسرة لأن هذا يولد أتباعاً مقمعين لا أفراد مستقلين والاتباع في الغالب لا يبدعون ولا يشاركون في الحياة برضاً ولا يتطلعون إلى تغيير إلى الأفضل وعلينا آباء وأمهات أن نجنبهم ثقافة التحقر والشتم والسب أثناء التحاور معهم حتى لا يعتادوه فما عانيناه من الثقافة الأحادية والاقصائية يجب ألا تعاني أجيالنا القادمة منها لو أردنا لوطننا أن يزدهر أخلاقياً فهل نحن فاعلون ، هو ما أرجو الله ولي التوفيق.