لماذا لا تستعين مستشفياتنا الخاصة بمثل الدكتور (آلفن) لإجراء مثل هذه العمليات، ويوفرون علينا السفر إلى ألمانيا أوغيرها من البلدان لإجرائها؟!
كلنا نسمع عن الانزلاق الغضروفي أوالديسك، الذي ينتاب الكثيرين في هذا العصر، فيُقيد حركتهم، ويعانون بسببه الآلام المبرحة، مما يجعل حياتهم تضطرب، ولما كنت أعاني من هذا الانزلاق عامًا كاملًا، عانيت معه الآلام الشديدة، حتى كدت لا أستطيع المشي على قدمي، واضطررت لاستخدام الكرسي المتحرك، ولأن العمليات الجراحية في الظهر بالغة الخطورة، وتقتضي ساعات طويلة للجراحة تحت التخدير الكلي، وكنت ممن يعانون أمراضًا أخرى، رأى كثير من الجراحين أن في مثل هذه الجراحة خطورة بالغة عليَّ، ولما لم أستطع أن أجد الراحة في أشد المسكنات أثرًا، جعلت أبحث عن بديل عن هذه الجراحة، حتى حدثني أحد الأصدقاء عن طبيب ألماني يجري هذه الجراحة بالمنظار، أو ما يعبر عنه الدكتور (فلوريان مارييا آلفن) وهو هذا الطبيب؛ باستئصال النواة المنزلقة من القرص الغضروفي باستخدام جراحة المنظار، حيث يفتح الطبيب ثقبًا صغيرًا في الجلد، ويدخل معه أنبوبًا سمكه (6.4)ملم، ويتكون هذا المنظار رغم صغر حجمه، من كاميرا ونظام إضاءة وقناة للغسل والتنظيف، وقناة لإنجاز العمليات الجراحية، وتشبه هذه العملية تقنية فحص الركبة بالمنظار، حيث يتم إدخال المنظار من خلال ثقب صغير يفتح في الجلد، ويوجه باتجاه المكان المصاب في العمود الفقري، حيث يمر من وسط الفراغ الموجود بين فقرتين ليصل إلى المكان المحدد أو الفراغ الضيّق بينهما، والعملية لا تستغرق من الوقت إلا الزمن اليسير الذي لا يتجاوز الساعة وبعض الساعة، ولا يخضع فيه المريض للتخدير الكلي، ولا يتعرض لأخطاره، ولا يلزم أن يقيم في المستشفى أكثر من ثلاثة أيام، اليوم الأول يعد فيه لإجراء العملية، واليوم الثاني تجرى له فيه، واليوم الثالث لملاحظته، ثم يخرج من المستشفى ومعه تعليمات إرشادية لوضعه الصحي بعدها، ولشيء من التمارين يمارسه لعدة أسابيع، يُودِّع بعدها آلامه، ويعود إلى حياته الطبيعية نشطًا ودون آلام، والدكتور (آلفن) يقوم كل يوم بعملية جراحية من هذا النوع، وقد بلغت العمليات التي أجراها بنجاح أكثر من ثلاثة آلاف عملية، وهو يقوم بالتجوّل عبر بلدان كثيرة لشرح هذه التقنية، ولإجراء عمليات مثلها في كثير من المدن التي يزورها، وقد خضعت لهذه العملية، حيث أجراها لي قبل أشهر، ورأيت فائدتها سريعًا بعد إجرائها بمدة يسيرة، ولكن شاء الله أن تعرضت للسقوط على أرض الحمام، وأدى إلى انزلاق غضروفي جديد، أعاني منه هذه الأيام، وعند اكتشافه قررت العودة مرة ثانية إلى ألمانيا لإجراء الجراحة مرة أخرى، متفائلاً أن أعود بإذن الله وقد تخلصت من آلامه، ولا أدري لماذا لا تستعين مستشفياتنا الخاصة بمثل الدكتور (آلفن) لإجراء مثل هذه العمليات، ويوفرون علينا السفر إلى ألمانيا أو غيرها من البلدان الغربية لإجرائها؟! شريطة أيضًا أن تكون أجور العملية كما هي هناك، لا أن تتجاوزها بمراحل حسب التجربة، ولماذا لا يقوم جراحونا بمثلها؟! خاصة لمن كانت ظروفهم الصحية لا تسمح لهم بالخضوع لجراحة كبرى في الظهر، فإذا فشلت أوعادت إليهم آلام الانزلاق الغضروفي مرة أخرى، خضعوا لعملية كبرى أخرى أكثر خطرًا من الأولى.
تساؤلات أطرحها، وأتمنى أن أجد لها أجوبة مقنعة، وشكرًا للدكتور (آلفن) الإنسان، الذي تعاملت معه في بلده، وعدت أحمل له الكثير من التقدير، وأتمنى أن أجد بين أطبائنا كثيرين مثله، إخلاصا في عمله، ورقيًّا في سلوكه، وهما سببا نجاح كل طبيب ولاشك، وهو يؤدي عمله العظيم الأثر في حياة مرضاه. هو ما أرجو، والله ولي التوفيق.