جماعات العنف ليسوا أنصارًا للإسلام

ظهرت منذ أن سمعنا أن هناك جماعة تسمى الإخوان، جماعات عنف كثيرة أفرادها كانوا في الأصل أعضاء في هذه الجماعة المسماة “الإخوان المسلمين” وأخوة الإسلام هي أخوة إيمان (إنما المؤمنون إخوة)، وأهل اللغة يعلمون ما في هذه الجملة القرآنية من بلاغة، حيث ضم إلى أن (ما) لتجعل الأخوة مقصورة على المؤمنين، لما في هذه الصلة الإيمانية من قوة للإسلام بتوحد المعتنقين لهذا الدين بأقوى رابطة لا يستثنى منهم أحد، وهم عند مواجهة عدوهم ينتظمون صفًا واحدًا حتى العاصي منهم يكون في صفهم ويقاتل دونهم.
وأي محاولة لشق صفهم وتفتيت وحدتهم بجماعات تتقسم الإسلام بينها، فهذه جماعة الإخوان، ومنها خرجت جماعات عنف تعددت في مصر، فهذه الجماعة الإسلامية، وهؤلاء جماعة التكفير والهجرة، ثم جماعة أصغر كالناجين من النار، وهناك أنصار الشريعة، كما أن هناك جماعة أنصار بيت المقدس، ويتحدثون كلهم عن صف للإسلاميين لا المسلمين، فإذا بهم جميعًا يجمعون صفهم ضد كل المسلمين الذين لا يؤمنون بما خططوا له، ولاشك أنهم يكرهون ما يفعلون.
ولهم كل الحق في هذا منذ أن ظهرت هذه الجماعات، والمسلمون لا يحصدون سوى الهزائم، فجماعة القاعدة وهي أصلاً ذات صلة وثيقة بالإخوان، فأسامة بن لادن ومعه صهره أيمن الظواهري، كانا على وفاق مع جماعة الإخوان وصلتهم بها كانت وثيقة.
ولا تزال القاعدة التي تفتت إلى قواعد، فكل جماعاتها على وفاق مع جماعة الإخوان، ويقفون معها في صف واحد، فصف الإسلاميين كما يقولون يلزم الجميع أن يكونوا صفًا واحدًا وإن كان بينهم خلافات.
ولا أزال أذكر ذلك الاجتماع الذي دعا فيه محمد مرسي جميع رموز هذه الجماعات في قاعة كبيرة، ورأى المصريون بجانب الرئيس من ولغ في دمائهم من عهد قريب.
وفتحت الحدود خلال سنة ليدخل إلى مصر ويستوطن جزءًا هامًا منها (سيناء) وكأن القوم يستعدون لما هو قادم، وقد كان من أول يوم نصب فيه رئيس من هذه الجماعة، والسياسة واضحة هو فتح حدود مصر كلها لجميع هذه الجماعات المنحرفة عن الإسلام حقًا المستبيحة للدماء والأموال والأعراض، بل وإخراج من بقي في السجون من أفرادها المحكوم عليهم بأحكام مختلفة لقيامهم بأعمال عنف، وللأسف أخرج معهم ممن ينتمون لهذه الجماعات وهم قد ارتكبوا جرائم أخرى غير العنف، سواء أكانت جرائم أخلاقية أم جنائية.
وهذا كله يثبت أن القضية ليست قضية لحكم الإخوان، كما يزعمون، لأنه حكم إسلامي، فالشعب المصري قد أدرك منذ زمن طويل زيف هذه الدعوى.
خاصة أن أفراد الإخوان المسلمين المختلطين بأفراد الشعب المصري نقلوا إليهم أسوأ ما يكون خلقًا لمن يزعم أنه إسلامي، ثم أثبت الإخوان أثناء حكمهم لمصر أشهرًا معدودة أنهم لا يصلحون للحكم أصلاً، فجلهم لا يمتلك قدرة على تصريف الأمور في محيطه الضيق، فكيف به يصبح قادرًا على تصريف أمور دولة كمصر عدد سكانها 94 مليونًا من البشر.
بل هم ما كانوا على قدرة في تصريف شؤون جماعاتهم، مما جعل كثيرًا من أفرادها ينشقون عنها ثم لا يلبثون إلا قليلاً، ليظهروا للناس معايبها، لما نالهم في ظلها من قسوة المعاملة لمجرد الاختلاف في الرأي.
وهم عندما أصبحوا حكامًا كان همهم الانتقام لا من رموز الحكم الذي سقط بل من الشعب المصري كله، فلم تبق مؤسسة حكومية إلا ونالها منهم أشد أنواع الانتقام من الوزير إلى الخفير.
وكأنهم لم يكونوا يريدون أن يبقى في أجهزة الدولة سواهم، وأخذ ما أسماه أهل مصر الأخونة يعم كل القطاعات الحكومية، حتى شعر به من كانوا أعوانًا لهم للوصول إلى الحكم كسلفية حزب النور.
ولا يغيب عنا أن الفكر الإخواني بطبيعته إقصائي، لهذا كان أول من نادى بنظرية الحاكمية، لأنها تناسب أهدافهم وغاياتهم، فهم لا يعترفون لمواطن بأنه مسلم ما لم يكن منضمًا إليهم، فعامة المصريين كما هم عامة المسلمين قد عادوا إلى الجاهلية، وهم منقذوهم منها.!!
فلا يقولن أحد لنا في هذا الوطن أن الإخوان المسلمين مظلومون وأنهم إنما سعوا للديمقراطية ينشرونها في مصر.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: