قد نهتم لأمر السياسة وهو أمر مهم، وقد نهتم لقضايا كثيرة لتطوير الحياة في الموطن وهو أمر لابد منه، إلا أن إعداد المواطن الصالح، الذي هو أداة النهوض بالوطن هو أن نقدم له تعليمًا جديدًا، يصنع منه إنسانًا مفكرًا يقظًا حرًا، يستطيع خدمة وطنه عبر ما أعد له من المهام أثناء تعلمه في سائر مراحل التعليم، فهو الإنسان الجيد حينئذ الذي يمكنه أن يعمل لوطنه بإخلاص، وأن ينهض به، فالجاهل إذا كان عدوًا لنفسه فمن باب أولى أن يكون عدوًا لوطنه، ونحن اليوم في عصر لتصل الأمة إلى المكانة اللائقة بها لابد من أن نجتهد في الرقي بالتعليم في بلادنا ليكون أداة لحياة أبنائنا في وطن تبنيه سواعدهم بالمعرفة والخبرة والقدرة على الابتكار والاختراع، فاهتمامنا في التعليم بالعلوم التي تنهض بالشعوب والتي تكون سببًا لذلك، هو أهم ما يجب أن نشغل به أنفسنا في هذه المرحلة، ولنعلم أن من لا يُعتنى بصحته من الأبناء منذ النشأة الأولى سيكون ضعيف البدن، وقد يبلغ الوهن بذهنه فيمنعه من تلقي العلم الذي يجعله القوي الذي يخدم وطنه، ومنظومة الصحة في بلادنا تعاني من مشاكل مزمنة لم تجعلها مؤهلة لحماية مواطنينا من الأمراض والأوبئة، وكم من مريض في هذا الوطن لا يجد العلاج اللازم لشفائه من مرض عضال أصابه إلا بشق الأنفس، وبعد أن يكون قد هده المرض وأصابه الهزال بل أن كثيرًا ممن يصابون بأمراض بسيطة لا يجدون لها علاجًا فتتحول إلى أمراض مستعصية، ومن يزور مستشفياتنا العامة والخاصة أو الأهلية سيدرك صحة ما أقول، فإن أردتم النهضة بالوطن فانهضوا بالتعليم والصحة لتكسبوا مواطنين قادرين على النهوض بوطنهم فهل أنتم فاعلون؟ هو ما أرجوه.