منذ حادثة مقتل الأستاذ جمال خاشقجي -يرحمه الله-، وبلادي تُواجه من الإعلام الغربي، وإعلام عربي يستمدُ -في الغالب- مادته وأسلوبه وغايته؛ من إعلام الغرب، الذي هو معروف بالعداء لبلادنا على مر الأيام.. فمنذ ظهر هذا الإعلام وجَّه سهامه إلى بلدان الشرق، خشية منها، وخوفاً من مزاحمتها، وقد عقد مع ما سُمِّي جمعيات حقوق الإنسان التي أنشأتها حكومات الغرب ووجهتها، وجعلت غاياتها وضع العوائق في طريق بلدان الشرق، حتى لا ترقى إلى أن تصل إلى ما وصل إليه الغرب مادياً، أو معنوياً، فكلما عَرِفَ بلدٌ شرقي طريقه للنهوض، إلا واجهه الغرب بتلك الأساليب، وها هي الصين تُحارَب منذ استطاعت أن تكون دولة مُتقدِّمة، وكذا كل بلد شرقي يبرز في هذا العالم، ويُحقِّق نمواً وتقدُّماً، تقف لها أدوات تثبيط الغرب بالمرصاد، كجماعات حقوق الإنسان الغربية وتزويرها للحقائق، ومحاربة كل سعي للنهوض، عبر إشاعة الإحباط، فلا وسيلة للتقدم مادامت أديان وثقافات الشرق -كما يزعمون- عائق، مع أن الحقيقة غير ذلك ولاشك، فهذه الأديان والثقافات في الشرق ساعدته في النهوض، فكان في ماضيه؛ موطن النهوض والتقدم والحضارة. وهناك حرب تُشن على الشرق ودوله منذ قرنين من الزمان، وحروب تُفتِّت أجزاءه، إنما هي مع ما ذكرنا عوائق لنهوضه وتقدّمه، وهي مستمرة، حتى أصبحنا نرى كل وطن في الشرق يتوق لتحقيق نهضة حضارية؛ تُوضَع في طريق تحقيق نهوضه وتقدّمه، العوائق، وما يجري اليوم على الساحة العالمية من حروبٍ تجارية، كمثل الصين واليابان، ثم ما يُوضع لعددٍ من دول الشرق التي اشرأبّت إلى النهوض، كماليزيا وسنغافورة، ثم ما وُضِعَ في وجه بلداننا العربية من عوائق، حتى لا تُحقِّق نهوضاً ولا تقدُّماً.
وها هي بلادنا حينما بدأت تسعى لتحقيق نهضة وتقدُّم، وترسم لنفسها الخطط في هذا السبيل، أصبح الغرب يضع لها كثير من العوائق، فها هي محاولات تقييدها بحوادث، يُظَنَّ أنها مُفتعلَة، وأن للغرب يد مباشرة فيها، ومحاولة الإساءة إلى الوطن وأهله، حتى لا يتحقق له ما يصبو إليه من تقدُّمٍ، في ظل العمل لنهضة علمية صناعية، وفي جميع النواحي، وصرف الوطن عنه بمشكلاتٍ نراها اليوم صناعة غربية ولاشك.