من المعلوم أنني لم ارتح منذ زمن لما يقوم به الأخ عبدالعزيز محمد قاسم، الذي كانت تربطني به صداقة، عند بدء عمله في الإعلام متعاوناً، أولاً في قناة اقرأ مع صديقنا الدكتور عبدالقادر طاش، ثم عمله معه حينما انتقل إلى الإشراف على ملحق الرسالة بجريدة المدينة، ثم انتقاله معه حينما رأس الدكتور رحمه الله جريدة البلاد، وفيها أصدر ما شهره في مجال الإعلام في عدد الجمعة من مكاشفات مع بعض الشخصيات الجدلية، وتوفي الصديق الجليل فتولى عبدالعزيز ملحق الرسالة الذي أصدره أول مرة الصديق، وحينها بدأ التغير يظهر عليه، وبدأت تبهره أضواء ظنها تغنيه عن أهله وأحبابه والأصدقاء الأوفياء، وبدأ ينسلخ عن منهج كانوا متوافقين عليه، وبدأت تظهر في الملحق موضوعات مختارة أعدت سلفاً تخدم تيار معين وغايات خاصة، وأصبح لا يحتمل الرأي الآخر ويقصيه، ثم بدأ يتنقل بين الصحف، كل منها تكتشف هذا التلون فتستغني عن الإعلامي، الذي بدأ يشق طريقاً حسب ما أختير له، فظهرت مجموعته البريدية على شبكة الإنترنت، وقرأنا فيها موضوعات مستفزة للضمير الوطني، تتحدث مرة عن شرك في الحجاز انتشر، وحكم على أهله من أبائنا وأجدادنا أنهم مشركون، مع الإشادة بمن كتب هذه الأوهام واطلاق ألقاب عليه، وهو من لم يسمع به أحد قبل هذا الهراء، ثم وجدنا بعد فقدنا لرمز من رموزنا العلمية والأدبية، الذين تحملوا المسؤولية في هذا الوطن وأدوها بإخلاص ألا وهو الدكتور محمد عبده يماني الوزير العالم، بمجهول القدر والمكانة يشن حرباً عليه في مجموعة عبدالعزيز البريدية ويصفه بما لا يليق بعد أسبوع فقط من وفاته، واخذت الموضوعات من هذا اللون تتزاحم في مجموعته، ثم ظهر على قناة دليل برنامجه “البيان التالي” وأسفّ ضيوفه، حتى قال أحدهم إنه وإن لقى هذا المفكر أو هذا الأديب سيبصق عليه، وظل الحال على هذا حتى جاءت الأوامر بمنعه ولم نستطع أن نعرف لماذا يفعل أخونا عبدالعزيز كل هذا بنفسه وأهله، وعزمت ألا اتواصل معه بعد أن فقدت الأمل في تراجعه عن مسلكه، فأعرضت حتى عن ما يكتب، لولا أن الأحباء أخذوا يتحفوني بين الحين والآخر بما يصدر عنه من هذه العبثيات، وقبل أسبوع اتصل بي أحدهم من قناة “فور شباب” وطلب مني المشاركة في برنامج عبدالعزيز الجديد “حراك” ضيفاً مع آخر لمناقشة بيان الارجاف الذي ادعى أصحابه أن الالحاد ينتشر في بلادنا فخشيت إن امتنعت أن يفسر ذلك على أنه ضعف مني لمواجهة هذا الارجاف، فقبلت، فلم تمض سوى ساعات قليلة حتى أتاني الاعتذار، فظهر الخوف جلياً عليهم من الرأي الآخر القوي، فهم دوماً يختارون الضيف الذي لا يستطيع أن يواجه افكاراً منحرفة يطرحونها خلال البيان ثم الحراك، وهكذا أحال كل من لا يملك حجة على ما يدعيه، أعادهم الله إلى الصواب وهداهم إلى الطريق الصحيحة إنه سميع مجيب.
شاهد أيضاً
إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس
الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …