هذه الجماعات المتطرفة من القاعدة وداعش والنصرة وغيرهم إنما هم محاربون يجب أن يطبق عليهم أمر الله بحد الحرابة حتى يجتث المسلمون جذورهم من الأرض فيدرأوا خطرهم عن المسلمين
كلما ظهرت جماعة متطرفة تنتهج العنف، وتعيث في الأرض فسادًا، ثار وللأسف جدل عقيم حول بعض الأحكام الشرعية، التي لولا ظهور هذه الجماعات ما فكر فيه من المسلمين أحد.
ذلك لوضوح هذه الأحكام واستقرارها، حتى كادت أن تكون من المعلوم من الدين بالضرورة، ومنها احكام “المثلة” التي يقول عنها أحد فقهاء المالكية “وحرم بعد القدرة عليهم “المثلة” العقوبة الشنيعة كرض الرأس وقطع الأذن والأنف إذ لم يمثلوا بمسلم وإلا جاز” والمثلة حرام بعد القدرة على العدو سواء أكانت بالحي منهم أو الميت، بل ذهب كثير من فقهاء الإسلام أنه لا خلاف في تحريمه فقال الزمخشري في تفسيره: “لا خلاف في تحريم المثلة”، وقال الأمير الصنعاني في سبل السلام: “ثم يخبره بتحريم الغلول، وتحريم الغدر وتحريم المثلة، وتحريم قتل صبيان المشركين، وهذه محرمات بالإجماع”، وفي صحيح مسلم “كان رسول الله إذا أمّر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: أغزُ باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، أغزوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدًا، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال..” الحديث وفي صحيح البخاري “إن النبي صلى الله صلى عليه وسلم نهى عن النهبة والمثلة” في مسند الإمام أحمد وأبوداود والنسائي عن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال: كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يحثنا على الصدقة وينهانا عن المثلة، ونهى -صلى الله عليه وسلم- عن التحريق وقال: “لا ينبغي لأحد أن يعذب بعذاب الله”.
وقد نهى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وخلفاؤه الراشدون عن قتل الشيخ الكبير والمرأة والصبي الصغير، أو العابد في صومعته، وأن يقتصر القتل على المقاتلين المحاربين، كما نهى عن قطع الأشجار والزروع إلا ما كان قطعة لضرره كأن يكون يخفي العدو عن أنظار المقاتلين أو ما شابه ذلك، فقد كان سيدنا أبوبكر الصديق يوصي الجيوش فيقول: “إنكم ستمرون بأقوام زعموا أنهم حبسوا أنهسم للعبادة فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له، فلا تقتلوا صبيًا ولا امرأة ولا كبيرًا هرمًا” وإذا قاتل المسلمون عدوهم ما كان لهم إلا أن يعاملوهم بالمثل لقوله تعالى: “فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم”، وينبه الله من قاتل في سبيله أن يقبل المسالمة لعدوه إذا طلبها فيقول عزوجل: “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم”، فالسلم بعد القدرة على العدو مكرمة، وقبل ذلك هو درء للشر عن المسلمين فلا خير في الحرب لمنتصر وهو شر للمهزوم،
كما أمر سيدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالعناية بالأسرى فيدواوى جرحاهم، ويؤمن لهم الطعام والشراب والكساء، فهو يقول بأبي وأمي هو: ” استوصوا بالأسرى خيرًا” ويقول: “أكرموهم وأدفئوهم”، وكان يأتي ويجلس مع الأسرى ويأكل معهم ويؤانسهم ويتفقد أحوالهم.
تلك حرب الإسلام لأعدائه، ومن يخرج اليوم على المسلمين شاهرًا سلاحه في وجوههم لا يجاهد، وإنما هو محارب، له في شرع الله حد حيث يقول الله عزوجل: “إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب أليم”، وأن ادعوا أنهم ينصرون الدين أو يدعون الخلق إلى الله، وهذه الجماعات المتطرفة من القاعدة وداعش والنصرة والجماعة الإسلامية أو من سموا أنفسهم جندالله وغيرهم كثيرون إنما هم محاربون يجب أن يطبق عليهم أمر الله بحد الحرابة حتى يجتث المسلمون جذورهم من الأرض فيدرأوا خطرهم عن المسلمين وعلى غير المسلمين من المسالمين للإسلام وأهله، فهؤلاء جهلة بالدين وأحكامه، لا علم لهم به، وقد أضلهم الشيطان فكانوا خطرًا على الإسلام وأهله في دياره، ويبثون صورة مشوهة عنهم وعن دينهم في كل مكان وصل إليه إرهابهم، وما لم تتكاتف جهود المسلمين من أجل هذا فهم يفرطون في دينهم وفي حقوقهم التي شرع الله لهم، ومنها التغلب على الخارجين عليهم بالسلاح المقاتلين لهم، فهل يفعلون هو ما نرجو والله ولي التوفيق.