عندما يختلط الدين بشيء من الكراهية للآخرين، كما هو الحال عند بعض زعماء المليشيات كزعيم حزب الله، الذي ينقصه العلم بالدين، كما ينقصه العلم بالسياسة، ويُصرِّح بأنه يكره زعيم المسلمين ذو الخلق الكريم، الذي أكرمه الله بخدمة بيت الله الحرام، ومسجد سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والذي لم يسمع منه العالم قط التصريح بكراهية أحد من أهل القبلة، ولو كان مثل هذا؛ ذو الخُلق السيئ، علم بسوء خُلقه القاصي والداني من بني البشر، ليضرب للمؤمنين المثل بأن الكراهية خُلقٌ ذميم لا يزعم أحد أنه يتلبس بها، إلا وكان خارج نطاق الأمة المسلمة المقتدية برسولها الكريم، الذي وصفه ربه فقال في محكم كتابه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، ثم أمر المؤمنين بدينه بالاقتداء به فقال عز وجل: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)، وقال على لسان سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)، وقد علَّمنا أن مَن يُعلنون الكراهية لعباد الله الصالحين على الملأ، هم ولاشك لا يصدر عنهم ذلك عن سوء أدب، اشتهروا به، فقط، وإنما أيضًا لأنهم لا صلة لهم بهذا الدين الحنيف الذي أمر الله تعالى أتباعه بالاقتداء بخير خَلْقه سيّدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وآل بيته الطاهرين، وعلى رأسهم خليفة سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب- كرَّم الله وجهه ورضي الله عنه- وابنيه من فاطمة الزهراء، بنت سيدي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- واللذين كانا قمة في الخُلق السوي من منبعه الأصلي، من خُلق جدّهما رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، ثم أمّهما، ابنته الطاهرة، وكم من دعوى بحُبّهم لا تَثبُت لمن ادّعاها، فربنا عز وجل يُسلِّط عليه لسانه، ليكشف للخَلْق سوء خُلقه، ويُدرك الناس بُعْده عن منهج آل رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وخُلقه وسلوكه، فيعرفون أن ما يُعلنه من ذلك دعوى باطلة لا قيمة لها، فليس ما يدّعيه الناس لا يَثبُت لهم وسلوكهم يُخالفه، ومن خالف منهج سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فدعوى محبته ومحبة آل بيته -مع هذا السلوك- باطلة ولاشك.