خلافنا مع إيران سياسي لا طائفي

خلاف العرب مع دولة إيران قديمًا وحديثًا، ليس له صبغة دينية أو طائفية أبدًا، وإنّما الخلاف بالدرجة الأولى سياسي، هو من قِبل العرب درء لتوسع إيراني لم يغب قط عن الحكم في إيران؛ علماني كان كعهد الشاه من قبل، أو ديني طائفي كما هو الحال بعد الثورة الإيرانية المصرّة دومًا على تصدير ما تظنه قِيَم ثورة، وهو مخطط قومي لفئة من الشعب الإيراني ذات عرق مخصوص، وحتمًا لا تمثل الشعوب الإيرانية المختلفة الأعراق والطوائف، فالفرس في إيران يتبنون طائفة الشيعة ليتحدّثوا باسمهم، رغم أنهم في العالم مختلفو الأعراق والمذاهب، وإصرار الإدارة الإيرانية على هذا المنهج المخطط له من قبل الحكم الإيراني المتبني لولاية الفقيه، والتي لا يؤمن بها من الشيعة إلاَّ المتحدرون من العرق الفارسي المغرق في العداء للعرب منذ الفتح الإسلامي لفارس (إيران حديثًا)، وهذه الإدارة تحاول أن تصبغ خلافها السياسي والعرقي بصبغة دينية طائفية، لأن هذه الصبغة تفيدها في أي نزاع مع جيرانها العرب، لتصرخ كما كانت تفعل دائمًا مع مظلومية لها لم تقع أبدًا، وهذا الأسلوب يفقدها تعاطف العالم معها منذ زمن طويل، لم تستطع التصالح مع الغرب رغم ما أهدته له من مواقف عديدة، ليست في مصلحة المسلمين سنّة وشيعة معًا، ولم تستبق لها مصالح أكبر عبر جسم الدول العربية والإسلامية، التي آخذة مواقفها تجاهه يفقدها تعاطفه.
ولكن أسلوبها الديني الطائفي ينجح في حالة واحدة، إذا وجدت عبر إعلامنا العربي ما يؤكد أن اختلافنا معها طائفي ديني، كما نراه في بعض المقالات الزاعقة التي تتحدث عن المجوس أو الفرس المجوسيين، أو استحضار مفردات معتقدات يختلف عليها السنّة والشيعة، ممّا يجعلها تؤكد عبر الاستشهاد بمثل هذه المقالات؛ ما تقنع به العالم أننا مثلها طائفيون، رغم أننا لا نؤمن بهذا، ولم نختلف معها عليه، وإنما موقفنا درء خطر نراه يزحف علينا من الشرق، وأطماع لابتلاع أجزاء من وطننا الخليجي لمصلحة إيران في هذا العصر، التي أصبحت مثل هذه الأطماع غير مقبولة عالميًّا، فهل كف بعض كتابنا العرب عن حرب طائفية لا تخدم سوى أطماع إيران حديثًا وقديمًا؟ هو ما أرجو، والله ولي التوفيق.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: