إن الرياضة البدنية للرجال وللنساء امر مباح، لا تجد نصاً يحرمها ابداً، ولن تجد اجتهاداً صحيحا محكم عليها بأنها غير مشروعة، وكل حديث عن انها تؤدي الى محرم دون دليل ثابت، وله في الواقع ما يؤيده، هو لون من الاشتغال بما لا يفيد ولا طائل تحته، وقد تعرضت ألوان من الرياضة قديما للتحريم، مثل كرة القدم تحت مبررات كثيرة لم يثبت منها شيء من الناحية العلمية الشرعية، مثل لباس اللاعبين وانه يكشف عن بعض العورة ولم يراع المحرم الاختلاف في ذلك، والقول أن اللعب يشغل عن الصلاة أو الذكر، مما لا حقيقة له على ارض الواقع، واستقرت لعبة كرة القدم، رغم تلك الدعاوى التي نجد صداها يتكرر الى اليوم، في بعض مواقع الفتاوى على شبكة الانترنت، ونجدها مسجلة في كتاب “الدرر السنية للاجوبة النجدية”، ولم يعد الاختلاف على اباحة ممارسة لعبة كرة القدم يشغل أحداً سوى الذين لا يجدون امراً مهماً يشغلون به انفسهم، ولما اختلف قديماً على انشاء مدارس البنات، ونوع العلوم التي تدرس فيها، وكان حينذاك حاداً، ولم يعد اليوم قائما، يختلفون اليوم على ممارسة النساء للرياضة البدنية، ويمتد النقاش العقيم حول هذا، ويفتعل في النقاس طرح مبررات لمنعها وتحريمها، وان كانت غير حقيقية، ولا احد يقدم دليلاً واحداً شرعياً على هذا التحريم المفتعل، فالنساء شقائق الرجال، يباح لهن ان يمارسن الرياضة مثل ان الرجال يمارسونها، اما ما يلبس من الملابس التي تسهل عليهن هذه الممارسة، فليست محل اختلاف، ما دمن يمارسن الرياضة بعيدا عن اعين الرجال، في مدارسهن او بيوتهن، او نوادٍ خاصة بهن، وأما المبررات التي يطلقها البعض عن اضرار ستنال ابدان السيدات من جراء هذه الممارسة فهي مجرد اوهام، ولو فرض ان هناك حركات رياضية تضر بالفتاة فإنها لن تقوم بها، اذا علمت يقيناً بضررها، ويبقى ان لدينا شغفاً بأن نجعل المرأة محور اختلافاتنا، دون ان يكون لهذا الاختلاف العقيم ادنى فائدة تذكر، والتحريم ليس بالامر الهين الذي تنطلق به الالسنة كل حين، فهو لا يثبت إلا بدليل شرعي ثابت وصحيح، فقد حذر ربنا من التحريم بلا دليل فقال عز وجل: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب) فهل نكف عن هذا الذي لا يعود على مجتمعنا بفائدة، هذا ما نرجوه والله ولي التوفيق.