حينما نقرأ مقالا يصب صاحبه جام غضبه على الآخرين لأنه لايستطيع ان يبلغ مابلغوه من النجاح، وما اثروا به في الناس من فكر نير ودعوة إلى الخير والاصلاح، ندرك مقدار الأنين الصادر عن الفاشلين، فنجد مثل هذا ألفاظه تنحدر حتى تبلغ مستوى يترفع عنه أبناء الحواري في خصوماتهم التي لا موجب لها،
لما بلغ به من الألم اشده لأنه لم يحقق رغم تواجده في الساحة زمناً طويلاً شيئا يذكر، يبقى له ذكرى لدى الناس تعرفه إليهم، لهذا تجده منحرف المزاج دوما، له قاموس مصطلحات سوقية بذيئة يرددها، وهو يظن أنه بها إذا هاجم الناجحين النبلاء جعل الناس يلتفتون إليه،وذلك لجهل يعتريه وقلة حيلة أضعفت عقله،لأنه لايعلم أن ما يكشف سوء خلقه للناس إنما هو ما يستهدف به النبلاء ممن تمتلأ الساحة بما ينتجون من نير الأفكار، التي تقود مجتمعهم إلى الخير والفلاح ،وأن ما يذيعه عنهم من أوهامه لا تؤثر فيهم، وحتماً لا تجعل الناس يتلفتون إليه.
فهم عادة لا يلتفتون لمن يهاجمون الناجحين النبلاء من الكتاب الذين اشتهروا اليوم في ساحتنا بالأنين لشدة ماينالهم من الألم لنجاح غيرهم.
فالفاشلون دوماً أعداء للنجاح، ذلك أنهم لايصلون بجهدهم إلى أي موقع يلفت النظر إليهم. فيظلون دائمي التصيد لما يظنونه اخطاء وقعت من الناجحين ليعلنوها، ظنا منهم أن الناس لايميزون بين الصواب والخطأ، وتراهم دوماً يقتربون من الناجحين علّ قربهم منهم يلفت نظر الناس إليهم، فما أن يجدوا فرصة سانحة للنيل من الناجحين إلا وانتهزوها بإشاعة عنهم يروجونها، أو انتقاص لهم في غيبة يحدثونها، فالدميم يرى في الجمال تحديا له، والغبي يرى في الذكاء عدوانا عليه، بل لعله يراه ازدراء لشخصه وتشويها لصورته، فمواهب الآخرين تولد لديه ضيقاً وحنقاً ، فتضطرم النار مشتعلة في صدره، ولايهدأ له بال إلا أن وجه إليهم ما يظنه نيلا منهم،وهو في حقيقته كشف لفقدانه تلك المواهب ، فإذا أدرك الناس خلوه من المواهب إزداد حقده، واصبح لكل ناجح من أصحاب المواهب ضغينة يحملها له في صدره، يبحث عن الوقت الذي يعلنها فيه للناس علّه يثأر من الناجح النبيل، وأسوأ كتاب الانين هم من يظهر الود لمن يريد الغدر به فيقع في عرضه ولاذنب للناجح عنده سوى أنه نجح وفشل صاحب الانين، والنجاح هو الخطيئة التي يرتكبها الموهبون فلا يغفرها لهم الفاشلون،فهل ندرك هذا هو ما أرجوه والله ولي التوفيق.