لا شك أن بلادنا هي بلاد الإيمان،التي ارتضى الله أن تكون لبيته حرماً آمناً، تهفو إليه القلوب، وخرج فيها نبي الله الخاتم وحبيبه صلى الله عليه وسلم، يدعو الناس الى الإسلام حتى يعم معظم العالم المعمور آنذاك، ثم يبقى فيها حتى تقوم الساعة، فقد ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية الى جحرها)، فإن في آخر الزمان تكاد الدنيا تخلو ممن يؤمن بالله، كما جاء في الحديث الذي رواه سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض : الله الله»، فلا يبقى مؤمن بالله إلا ويتجه الى أرضنا هذه، فيجتمع فيها المؤمنون، فهي بحمد الله أرض الإيمان حتى تقوم الساعة، ولا خوف عليها أن تستوطنها شرور كفر أو إلحاد أبداً، وكل فكر ملتاث يخالف أحكام الإسلام لا يستقر فيها أبداً، وسيعود أهلها لنشر الإسلام كما نشروه أول مرة، هم الذين آمنوا بالله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وكرامة لهم ستبقى أرضهم أرض إيمان أبداً، ولن ينزع منها، وسيحميها الله من فتنة الدجال، فقد روى الإمام البخاري والإمام مسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:» ليس من بلد الّا سيطؤه الدجال الّا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافّون يحرسونها، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فيخرج الله منها كل كافر ومنافق»..
وكل من يحاول اتهام سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها مختلقة مكذوبة على رسول الله اتباعاً لأهل الأهواء من المستشرقين ومن ماثلهم فلن يستطيع أن ينشر فكره الضال فيها، وإن فعل فلن يجد فيها آذاناً تصغي اليه بفضل من الله عز وجل، ويبقى التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة مصادر شريعة الله ولن يستطيع أحد التشكيك فيها، ويبقى إن شاء الله الايمان بذلك يعمر صدور أهل هذه البلاد التي سيحفظها من أشرار أهل الضلال والغي، حتى قيام الساعة بفضل الله ورحمته ومنها ينفى الخبث إن شاء الله.