ظهرت في الآونة الأخيرة بعض المقالات الصحفية التي تتميز بحدة في أسلوبها للرد على من يخالف كاتبها، وانتقل ذلك إلى الصحافة أصلاً مما يكتب عبر الفيسبوك أو التويتر والوسائل الأخرى فيما أسموه وسائل التواصل الاجتماعي، وكان الأجدر بهم أن يسموها وسائل القطيعة لا التواصل، فكم نقرأ في هذه الوسائل من عبارات تنم عن عنصرية حادة تجاه الوافدين إلى بلادنا للعمل فيها، أو حتى لبعض مواطنيها الذين هم يعيشون على أرضها من مئات السنين، كما رأينا الهجوم الحاد على السعوديات اللاتي تزوجن من مسلمين غير سعوديين، ونال أبناؤهن من حدة في الهجوم عليهم لا لشيء إلا لأن آباءهم ليسوا ممن ولدوا على أرض الوطن، وحتى رأينا من يهاجم من حصل على جنسية الوطن، ولا يرى له حقوقاً أصلاً، وهي أساليب سيئة ما كان لها أن تظهر في وطن السماحة، الذي أهله هم -في الأصل- من نشروا الإسلام، دين السماحة والعدل في سائر هذا العالم، وكان يجدر بنا أن نواجه هذا التيار المتعصب بل العنصري المفاهيم، حتى لا ننجرف إلى سوء المقالات، ونحن الذين نشأنا على قيم الإسلام، الذي لم يعرف قط العنصرية، ولا حتى القبلية، بل بلادنا أول دار للإسلام في هذا العالم، الإسلام الذي قيمه عدل ومساواة وسماحة، يحرم كل ما فيه ظلم للعباد، تحت أي مسمى، فما بالك إذا كان تحت أسوأ القيم السالبة، التي تنشر في المجتمع عنصرية وفخر بالأحساب أو الأنساب أو القبيلة أو الإقليم، ووطننا يوم توحد أرضاً وسكاناً يسعى إلى كل قيم الإسلام التي كانت السبب في سرعة انتشاره في هذا العالم، وتقبل الناس له كدين شَرّع لهم العدل والإنصاف والمساواة، وأن يأتي في آخر الزمان إلى من يحول الحياة فيه إلى قيم سالبة تنشر بين أهله الكراهية والبغضاء أمر غير مقبول، بل يجب مواجهته مواجهة تقطع دابر هذه القيم السالبة من أرضه، وتعيد إليه كل القيم التي جاء مبشراً بها الإسلام عدلاً وإنصافاً ومساواة ورحمة وألفة بين أهله، حتى لا نسمع ما يخدش السمع من عبارات عنصرية أخذت تتردد على بعض الألسنة.
إن ضبط منهج التواصل بين الناس في مجتمعنا أمر مهم جداً لسلامة الحياة فيه، بعيداً عن كل ما يخدش قيمه التي ظلت عبر الزمان ميزة أهله، التي جعلت الناس يحبونهم ويغدون إلى أرضهم طلباً للحياة الأفضل، وللتعاون على البر والتقوى.