وقفت بلادنا تجاه العالم الموقف الأمثل، فلم تكُ يوماً متدخلة في شؤون دوله، ولم تكن تسعى أبداً الى أن تكون لها سياسة تجبر دوله على أن تكون متدخلة في شؤون بلادنا، ذلك أن سياستها تجاهنا واضحة جلية، نحترم مواقفها تجاهنا ما دامت قد احترمت مواقفنا تجاهها، فنحن أمة لم نكن يوماً ممن ينتهجون سياسة عدوان على إحدى دوله، ولم تكن دولتنا من تقيم سياستها على عدوان على دوله، فكما نحترم مواقفه المحترمة تجاه دولتنا فنحن على يقين أنه سيحترم مواقفنا تجاهه. هكذا كنا وسنكون أبداً، فنحن نحترم الآخرين بناء على احترامهم لنا، معاملتنا لهم بالمثل ما داموا يحترموننا، فإذا مالت دولة منهم وأرادت أن تجبرنا على مواقف فيها شطط تجاه أي دولة في هذا العالم ممالأة لأي دولة عظمت أو كانت صغيرة أو ضعيفة، فإنَّا نرفض هذا الشطط أياً كان مصدره، لأننا نقيس مواقفنا تجاه دول العالم بميزان القسط، لنكسب دول العالم إلى صفنا، ولا نظلم أحداً أبداً، مواقفنا دوماً عادلة تجاه الآخرين ونرغب أن تكون مواقفهم تجاهنا عادلة، أما الدول التي تبني مواقفها دوماً تجاه الآخرين على أساس شطط وظلم، فلا نقبل هذا أبداً. وقد ذقنا حيف مواقف دولية جائرة واستطعنا مواجهتها بالعدل والإنصاف وسنبقى كذلك دوماً، وكل دولة تميل بحيف تجاهنا نستطيع بحزم ردها الى الطريق القويم، حتى تعود الى احترام موقفنا كما نحترم مواقف الدول منا ما دامت عادلة، وقد ينظر البعض الينا على أننا دولة قد تضعف إذا واجهها أحد بمواقف ظالمة، ولكن تجربته معنا ترده الى الطريق القويم ولا شك، فقد بنينا مواقفنا من العالم كله على أساس من الحزم والقوة، وفي ظل العدل والإنصاف منذ كانت لنا دولة حديثة وحتى اليوم، ولا نريد ظلم أحد، ونكره أن نظلم، ولنا بحمد الله من القوة ما يرد الظلم عنا، هذه سياستنا التي استطعنا المحافظة عليها عبر زمن طويل عرفها العالم عنا ونرجو أن نبقى كذلك حتى نكون الدولة القوية التي تكره ظلم الآخرين وسنستمر على ذلك حتى نصبح الدولة المثلى في عالمنا المعاصر، ننفي عن بلادنا الظلم ونكسب لها الاحترام بين دول العالم أجمع، وما ذاك ببعيد عن دولتنا القوية المتمسكة بسياسة العدل والإنصاف ما دامت عضواً في مجتمع دولي تحترمه وتطلب أن يحترمها، وهو ما نرجو أن يتحقق لنا باستمرار بإذن الله.