كلنا ندرك أن الصحافة نشأت في الغرب لا في الشرق، وعن الغرب نقل الشرقيون الصحافة وقلّدوها في البداية، ثم بدأوا مفارقة التقليد شيئًا فشيئًا، ولعل في صحف الشرق -عربية كانت أم أعجمية- ما تفوَّق على الصحف الغربية في مصداقيتها، وتتبعها لأحداث العالم بكل أمانة وصدق، إلا أن لدينا فئة ممن يزعمون أنهم النخبة، لا يرون صحافة في العالم ولها مصداقية، وشيء من الحياد، إلا صحافة الغرب، رغم أن هذا لم يعد صحيحًا، فالمتتبعون لصحافة الغرب، منذ عرف الشرق هذه الصحافة، أنها بعيدة كل البعد عن المصداقية، وأما الحياد فلم تعرفه قط، ولا نزال نذكر أهم وسيلة إعلامية اهتم بها العرب وتتبعوا عبرها الأخبار وهي الإذاعة البريطانية منذ نشأتها باللغة العربية، ولها نشرة صحفية تتابع أخبارها وتصل لكل من يطلبها، ولا تسمع منها ولا تقرأ أخبارًا صحيحة عن بلداننا العربية، وتنشر عنها من الأكاذيب ما لم يقع أصلًا فيها، بل إن الصحافة في الغرب يتخذ منها وسيلة لتشويه دول الشرق، خاصة الدول العربية والإسلامية، وأهم وسائلها المستمرة لتشويهها ما تنشره عما تُسمِّيه انتهاكًا لحقوق الإنسان، وهي مستمرة منذ وُجدت وحتى اليوم، وهي ترسم صورًا مشوهة تمام التشويه لأممنا في الشرق، وتتخذ من بعض العرب والمسلمين أدوات للإساءة إلى أممهم، وأنت تتابع هذه الوسائل الإعلامية باللغة العربية في الغرب، وكلها يعمل فيها طابور خامس من العرب أو المسلمين، منهم المذيع والكاتب والمخرج، وهمّهم تشويه صور بلدانهم، وأنتَ إذا استمعتَ إلى إذاعة أو قناة تليفزيونية لدول الغرب باللغة العربية ستُدرك ذلك لا محالة، وجماعة كجماعة الإخوان المسلمين؛ أصبحت تُؤهِّل منها أفرادًا للعمل في وسائل الإعلام الغربية، وغايتها تشويه دولنا العربية والمسلمة، بل إنك تجد في بعض دول الغرب العاملين في جمعيات حقوق الإنسان، والتي تستهدف بلداننا العربية والمسلمة من هؤلاء الذين لا همّ لهم إلا تشويه أوطانهم، خاصة الإخوان المسلمين، الذين يظنون أن هذا سيُقرِّبهم من أن يحكموا أوطانهم، وما علموا أن الخيانة لا تُمكِّن أحد من حكم وطنه، وعلينا الحذر كل الحذر من إعلام الغرب.
شاهد أيضاً
إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس
الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …