لا احد اظنه يشك ان مجتمعاً يظهر فيه الغلو والتشدد، يظهر فيه كردة فعل لذلك دعاة انسلاخ عن قيم الدين، وبعض احكامه، حيث ينحون نحو شيء من الانحلال، رأينا هذا في العصر العباسي حينما ظهر نوع من التحلل جلياً في القادمين للمجتمع من مواقع حضارات سابقة كالحضارة الفارسية والرومية. ظهر منه كردة فعل غلو وتشدد متناهضة.
هذه ظاهرة عبر التاريخ تكررت في كثير من الجتمعات الانسانية، ولكن ان تعلو احدى الظاهرتين على الاخرى فلا يكون هذا الا عبر افتعال او تخطيط مسبق، والمعلوم بداهة اما الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية في هذا العصر لم يعد يخفي عداءه للمسلمين، بل ويسربون بين الحين والآخر ما اعدوا من خطط لمواجهة عالمنا الاسلامي رغم ضعف دوله، وينشرون خططا متفقاً عليها لتفتيت بعض دوله، والواضح مع ضعف دولنا الاسلامية كلها وتخلها فالمقصود هو ما قد يبعث القوة في شعوبها، وهو الاسلام الذي ان فهمه المسلمون فهماً صحيحاً فسيكونون اعظم منافس للحضارة الغربية.
وبدأت حرب الغرب للاسلام مبكرا عبر الحروب الصليبية، والتي غزت جل البلاد الاسلامية، واحضرت معها الرهبان المنصرين، ثم جاء دور الاستعمار واذي مهدت له دراسات استشراقية تشكك في الاسلام وتشوه حقائقه وهي وان بقيت لها اثار ظاهرة حتىاليوم الا انها فشلت في تنحي الاسلام كأهم مؤثر في حياة الشرق، ولكنها استطاعت عبر ادارات الاستعمار في كثير من اقطارنا ان تزرع تلاميذ للاستشراق، جامعات اقطارنا يعملون من اجل ذات الغاية التي سعى لتحقيقها المستشرقون غير العلميون، والذي اناط بهم المستعمرون التمهيد لهم في بلدان الشرق العربي والاسلامي.
ولما أفل الاستعمار واحتقنت النفوس في بعض شعوب الشرق والمظالم، وتاقت للتغيير تدخل الغرب عبر ما اسماه الربيع العربي، فأخذ يدعو الشباب على اساليب التغيير كما يراه ومن ضمنها العداء للاسلام، وتشويه صورته، بادعاء اعمال العقل في نقد عقائد وشرائع الاسلام، في تشويه متعمد لكل ذلك، ورأينا شباباً يفعلون هذا دون رادع على شاشات القنوات الفضائية، وفي اللقاءات التي تعقدها جماعات وجمعيات مدنية.
فقضية الالحاد في بعض بلادنا العربية والمسلمة مفتعلة، هي من صنع اوضاع متدهورة في جل اقطارنا، وشيوع غلو في الين، ينفرد الشباب خاصة من الدين حينما يجدون ان من يدعون تمثيله يعرضون عليهم دعاوي وفتاوي تؤيد التكفير والتفجير.
إن مواجهة موجة الالحاد المنبعثة كردة فعل للتشدد والغلو او بسبب تخطيط وتدبير لتوهين قوى الشعوب العربية والاسلامية التي تتوق الى التغيير الى الافضل، انما يكون بعرض محاسن الاسلام الحقيقية والتي جعلت الملايين عبر الزمان يعتنقوه ولا يزالون يفعلون وان ينتشر عبر العالم، وان يندب لذلك العلماء الحقيقيون الذين ادركوا حقائقه ومحاسنه فهل نفعل هو ما ارجو والله ولي التوفيق.