إن ما جرى في اليمن من محاولة مليشيات الحوثيين الاستيلاء على السلطة في اليمن بقوة السلاح، يدعمها الرئيس اليمني السابق وأعوانه، هو أمر خارج كل الأعراف السياسية سوى ايران واذيالها في دولنا العربية، ويدرك العالم كل العالم أن المقصود بهذا التحرك الأهوج الإضرار بمصالح المملكة الجارة الشقيقة لليمن، والتي يعتبرها اليمن درعاً له يحتمي به حين الأخطار، وتعتبر المملكة أن أمنه من أمنها.
ومنذ زمن طويل ولايران أطماع في دول الخليج العربي، في البحرين وفي جزر الامارات احتلتها منذ زمن ليس باليسير، كما ان اقليماً عربياً هو الأحواز قد ضمته ايران اليها رغم عدم رغبة أهله لذلك وكانوا من قبل مستقلين عنها، ونجد على ألسنة بعض مسؤوليها ما ينبئ عن هذه الاطماع، ودوماً أحلام الامبراطوريات القديمة تداعب بعض الدول القطرية اليوم، رغم معرفتها يقيناً أن احياءها مستحيل، في هذا العصر الذي يفشل فيه فرض السيطرة على الدول الأخرى بقوة السلاح.
وحينما حذرت المملكة من العبث بأمن اليمن، ودعت الى حوار جاد بين مكوناته السياسية في الرياض، وتحت مظلة مجلس التعاون، لم يستجب من عزم على الانفراد بحكم اليمن رغم انه غير مؤهل لذلك ولا يمكنه ذلك أصلاً، وواصل عدوانه على الشعب اليمني متحفزاً للعدوان على المملكة، ومن لا يدرك فهو بالغ الغباء.
وهؤلاء الذين يغردون بمقالات المنتكس الإخواني فهمي الهويدي مرددين تهمه القذرة لوطننا انما هم اما قوم سلبوا العقول، فلم يعد يدركوا ما يتهدد الوطم من اخطار أو هم مثله أصحاب هوى أخواني لن تتحقق أحلامهم بإذن الله، فتحققها حتماً إضرار بالغ بالوطن الأغلى بين أوطان العرب والمسلمين، وهكذا دوماً نجد في وطننا من تغسل أدمغتهم فينضموا فكرياً الى جماعات متطرفة، فيقودهم ذلك الى ان ينضموا فعلياً لهم. مما ادركناه حينما تكالب هؤلاء على ذم بلادهم من أجل أعدائها سواء كانوا أخواناً أم جماعات مسلحة تهدد أمن المملكة والخليج ظاهر هذا في برامجها وشعاراتها، وهم يدركون هذا ولاشك ولكنهم سادرون في غيهم، والدول التي تظهر نوعاً من التحفظ على الإجراء السعودي للدفاع عن أمن البلاد وأمن الأشقاء في اليمن ان كانوا عرباً فهم من أولئك الذين لا يكيلون بمكيالين فقط، بل بعدة مكاييل ، يميلون مع كل ريح تحقق لهم مصالح حتى ولو كانت مجرد أوهام، وان كانوا من الدول الكبرى كروسيا فهي تكيل بالمكيالين دوماً حرباً في اوكرانيا وتحتج على غيرها حينما لا يكون لها مصلحة فيما تقوم به من اجراء عسكري لحماية أمنها، وبطلب من رئيس وحكومة البلد الذي عاثت فيه عصابة مسلحة فساداً ولم يمكن منعها الا بهذه الطريقة من مواصلة أفعالها القبيحة.
إن المحاولات الايرانية للسيطرة على مضيقي هرمز في الخليج العربي ومضيق باب المندب في نهاية البحر الاحمر ، والذي تطل عليه عدن ، كما أن محاولة التواجد الإيراني في البحر الأحمر دوماً يجب أن ينتهي عهده المزعج ، أما حق المرور فيه بحسب القوانين الدولية فهو حق الجميع ، أما التواجد من أجل التهديد وتحقيق أحلام اطماع لم يعد لها قبول في عالم اليوم فسيواجه بحزم ولاشك.
إن الفعل اجدى في منع العدوان على هذا الوطن والاضرار بمصالحه وهو وحده الذي يردع الآخرين وعلينا أن نقول إن عاصفة الحزم فعل ينذر كل من تسول له نفسه العدوان على بلادنا أو الاستهانة بها، فلن يحمى الوطن إلا سواعد ابنائه وها قد بدأ الفعل، فاللهم أعن المدافعين عن الوطن وهيئ لهم النصر.