أمضى الأستاذ الدكتور فؤاد سندي عمره كله في رحاب العلم، تخصص في اللغة والنحو، فقاده ذلك إلى النظر في آيات الكتاب الكريم وجمالياتها اللغوية، وأُغرم بالسيرة النبوية فألّف فيها، وكان له فيها وفي آيات الكتاب برامج إذاعية وتلفزيونية رائعة، كان يتابعها الكثيرون.
عرفه تلاميذه بالأستاذ الذي همّه أن يتفوقوا في دروسهم، وأنه كان لهم أبًا بتواضعه وسمته الذي يدل على خلق كريم يحببهم فيه، وعلمه الراسخ يزيدهم احترامًا له، وحياته -يرحمه الله- كلها جهد متواصل لما بذل نفسه له من إهداء الناس كلهم كلمة خير تهديهم أقوم السبل، حبه لكتاب الله قاده إلى تأليف كتاب نال شهرة أسماه (من لطائف التعبير القرآني)، فجاء بعده كتاب آخر بعنوان: (من عجائب القرآن اللغوية)، والسيرة النبوية أخذت من اهتمام الدكتور فؤاد -رحمه الله- الكثير، فهذا مؤلفه (المنتقى من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن ما يتصل به في كتاب الله)، وهذا كتابه (لمسات من إعجاز كلام الله في سيرة كلمة الله السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام)، ومثله (من لطائف التعبير القرآني في سيرة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام)، وكان كلما أصدر كتابًا أهداني نسخة منه إذا التقينا، وكانت تجمعنا مجالس مكية مباركة، فيها من العلم ما يحيي النفوس، والغريب أن مَن يتحدثون عنها بالسوء، لم يكلف أحد نفسه بحضورها حتى لا يفتري على خلق الله بشيء هم بريئون منه، لم يطرأ لهم على بال قط، كنا نتناقش في هذه المجالس علميًّا، ويضيف بعضنا علمًا يستفيد منه إخوانه، وقد كان الدكتور فؤاد يتحفنا دومًا بشذراته اللغوية.
وكان فقيدنا -رحمه الله، وأسكنه فسيح الجنان- طموحًا، تخرّج في قسم اللغة العربية، ثم لم يرضَ بوضعه حتى حصل على الماجستير والدكتوراة، درس في المرحلة الثانوية، ثم كان مشرفًا تربويًّا، ثم مديرًا لدائرة الإشراف التربوي بمكة، ثم أستاذًا متعاونًا في الجامعة، وكان في كل عمل يقوم به العالم الدؤوب على النجاح، فقد أدّى واجبه الوطني في التعليم، ولا يزال تلاميذه وبعضهم اليوم أساتذة في الجامعات يذكرون محبته لهم، وبذل غاية جهده في تعليمهم بإخلاص، هو المتفوّق فيه على زملائه، رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه الجنة.
الوسوماللغة والنحو سندي علم عمل فؤاد فؤاد سندي لغة
شاهد أيضاً
إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس
الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …