قد نعذر بعض الصحف حينما تكتب عن قصة فتاة مسلمة تغادر الوطن بدعوى اقتناعها بدين آخر غير دينها، خاصة عندما يكون هذا البلد هو وطننا، الذي كل سكانه مسلمون، وليس بينهم من يدين بدين آخر، ولكن أن نفبرك العناوين، فتصبح الحالة الفردية وكأن هذه الفتاة ما تحولت عن دينها الا وأن في بلاد الحرمين عصابة للتنصير، تسعى لتنصير أبناء هذه البلاد، ويضخم الأمر حتى كأننا أمام مشكلة تستنهض لها الهمم رسمية، جماعية وفردية، فالتنصير قادم وسيشيع في هذه الأرض فأفتحوا العيون، هكذا أراد مروجوا هذه العناوين أن يوهمونا، وتتلاحق المقالات والفتاوى، وكأن، الامر قد وقع حقيقة، ونتساءل لماذا هذا التضخيم للحالات الفردية، التي تقع في كل المجتمعات الانسانية حتى أنها وقعت في خبر مجتمع قاده نبي معصوم هو سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولماذا يشارك الجميع في مثل هذا التضخيم ، وبمثل هذا الحماس،، أهو خوف فعلاً من أن هناك خطة للتنصير اكتشفتت، ونحن على يقين أنها تديرها عصابة نعرف أفرادها تريد أن تنال منا وتشوه سمعة ديننا، وهو الأمر لايزيد على اننا حتى هذه اللحظة لم نجد ما يشغلنا عن الاشاعات بحقائق القضايا المهمة ذات الاثر البالغ على حياتنا كالتنمية المستدامة ومشكلة البطالة وسوء توزيع الثروة، وقضايا آخر لا يحتمل سردها هذا المقال، ونبحث عن قصة هذه الفتاة المدعى أنها تنصرت، فمرت يزعم أنها لا تريد العودة إلى بلادها ، وأن والديها قد ذهبا إلى البلد رحلت إليه ورجعا بخفي حنين لأنها رفضت العودة معهما، وبين نبأ يزعم أنها رُحْلت من هذا البلد «لبنان» إلى بلد آخر هو «السويد « وأنها حوصرت في كنيسة ومنع عنها الاتصال، ثم بنأ ثالث يزعم أنها تريد أن تعود وأنها مسلمة لم ترتد عن دينها، وابناء أخرى لايمكن الوثوق بها ، لأنها لا تذكر مصادر موثوقة تعتمد عليها ، مثلها مثل ذاك البيان السيء السمعة الذي إدعى موقعوه أن الالحاد ينتشر في بلاد الحرمين، ولا أدري لماذا نسمي بلادنا بهذا الاسم في بعض الحالات التي نريد فيها أن ننبه على ما تظنه اخطاء فادحة تقع فيها، فإذا أردنا الثناء عليها سميناها باسم آخر هو امر غريب من غرائبنا في هذا الوطن ، التي اخذت تتزاد وتجدلها مروجين لها، فهلا دعونا الى ترك مثل هذا الارجاف والتشويش الذي لا يتم عن حقيقة ولا واقع لها.