فضَّل ربنا -عز وجل- بعض الأيام على بعض، فجعل يوم الجمعة خير أيام الأسبوع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (خير يوم طلعت عليه الشمس، يوم الجمعة)، وهو عيد الأسبوع بالنسبة للمسلمين، ثم جعل نهار عرفة خير أيام السنة؛ إذ قال -صلى الله عليه وسلم- لما سُئِلَ عن صوم يوم عرفة: (يُكفِّر السنة الماضية والباقية)، وفضَّل بعض الليالي على بعض، فجعل ليلة القدر أفضل الليالي؛ إذ يقول عز وجل: {إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر}، وفي هذه الأزمان المفضّلة يفيض الله -سبحانه وتعالى- على عباده بكرمه ومنّه وعطاياه، بما لا يفيض على غيرها بمزيدِ اهتمام بزيادة الطاعات والقُربات والعبادات، وأن يتعرّض فيها عباده لعطاياه كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن لربكم في دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها)، ولا شك أن خيرَ شهور السنة بل سيّدها هو شهر رمضان المبارك، شهر الصوم، الذي أُنزل فيه القرآن الكريم، معجزة سيّدنا رسولنا الكريم –صلى الله عليه وسلم- فرض الله صومه على عباده في السنة الثانية من الهجرة، فقال ربنا عز وجل: {كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}، وقال: {شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه}، جعله الله أفضل الأزمان لعباده، يقومون ليله ويصومون نهاره، يقرؤون فيه القرآن، حتى يكون لهم في مساجدهم ودورهم دويًّا وهم يتلون كتاب ربهم، فيقضون ليلهم في ذكرٍ وصلاةٍ وتلاوة، ونهارهم في صيام، قلوبهم إلى ربّهم متجهة، لا شأن لهم إلا أن يطلبوا رضاه، فهو زمن العبادة الذي اختصه الله لهم من أزمانهم، فطوبى لمَن قام ليله وصام نهاره، وكانت صلته بربه قائمة؛ فيكون قد حشد في شهرٍ من الطاعات ما قرَّبه إلى ربه، فإذا هو من عباده الصالحين. شهر جعله أفضل الأزمان لعباده، واختار لهم الصوم عبادة فيه واختص بها كما ورد عنه في الحديث القدسي: (الصوم لي وأنا أُجزي به، يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي، والصوم جنة، وللصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه)، إنه أفضل الشهور وسيّدها، لا يضيِّع المؤمن زمانه فيه.
الوسومرمضان شهر شهر رمضان فضل فضل شهر رمضان
شاهد أيضاً
إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس
الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …