فعلت السياسية في الزمن الردئ فعلها, بعد أن حولها صحفيو الزمان إلى لعبة قذرة يتولى كبرها أفراد وجماعات لا صلة لهم بسياسة أو حكم, ولم يؤهلوا الشئ في هذا, ومع هذا هم طامعون فيه, يقاتلون العمر كله للوصول إليه , ولما ساد الهرج والمرج بوجودهم, صنع لهم إعلام فاسد ما يشابههم مما أسماه ناشط وناشطة, ونسأل عن هذا الناشط فيما تخصص وما هي الخبرة التي اكتسبها فنجد كل هذا إن وجد بعيد جداً عما يتحدث عنه كل يوم, العربي أفراداً وظيفتهم الأساسية تعطيل أي خطوات تؤدي إلى عودة الاستقرار إلى هذه البلدان, وكأن هؤلاء قد زرعوا في هذه الأوطان من أجل أن تبقى في فوضى عارمة يتسع نطاقها حيناً بعد حين, حتى يكاد العقلاء أن يحكموا بأن استقرارها مستحيل, هؤلاء يعترضون على كل خطوة يراد بها تهدئة الأوضاع لينصرف الناس للبناء بعد أن اتسع نطاق الهدم, ولا يرون في أي شئ أنجز من أجل هذه إلا أمراً يجب أن يحاربوه حتى يهدم, سواء كان إدارة وتنظيماً أم مخططاً اقتصادياً واقعياً يمكن تنفيذه ويتحدثون عن المستقبل بما يوحي للناس بإحباط متلاحق لا يتصورون معه الوصول إلى حل لمشكلات الأوضاع التي صنعوها مع مجموعة السياسيين الناشئين, وما لم تتنبه الشعوب إلى هذا السلوك السئ للغاية وتواجه أهله بما يستحقون فتبعدهم عن ساحة العمل الوطني الحقيقي, ولا تصغى إليهم أبداً وتشجع العقلاء الذي يخلصون لله ثم الوطن, لا يريدون سوى أن يعود وطنهم إلى استقرار يمكن للشعب من خلال العمل – للنهوض بوطنه ولا حل لوضع شعوب الربيع العربي إلا هذا, فالاصغاء لكل ناعق ممن وصفنا سيؤدي إلى كوارث في هذه البلدان والمتأثر الشعوب المسالمة وليس الساعون إلى كرسي الحكم بكل وسيلة سواء كانت مشروعة أم غير مشروعة نافعة للأمة والأوطان أم فسدة لهما, وعلى هذا لابد للشعوب أن تصغي لما يرشد إليه العقل لا العاطفة, ولعل هذا ما يحدث بعد الآن وهو ما نرجو والله ولي التوفيق.