تترد بين الحين والآخر ذكر ما يسمى قضايا الابتزاز، والتي لا أظن أن لدى أحد من مستعملي هذا المصطلح دلالة واضحة له يخبرنا به، كما أن لدينا الكثير مما أصبح مصطلحاً يتردد في الأخبار ولا مفهوم له واضح، مثل الاصطحاب – والخلوة، والسحر، والشعوذة، وهي أمر لا يمكن أن يعاقب عليها الناس وهم لا يدركون لها دلالة محددة، ففي خبر صحفي نشرته إحدى الصحف أن شاباً في العقد الثالث في العمر يجري معه التحقيق لأنه متهم بالتورط في قضايا ابتزاز عشرات النساء والفتيات خلال فترات زمينة متفرقة، إذ عثر في جواله ساعة القبض عليه من قِبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أكثر من “1073” رقماً لهواتف نساء وفتيات يعتقد أنه متورط في ابتزازهن إلى جانب 475 مقطع فيديو ورسائل خليعة، وأن ذاكرة هاتفه أظهرت تحويل أموال إلى حسابه، واستلامه أجهزة هواتف كهدايا من الضحايا واستغلاله لعمله في تقديم الخدمات للفتيات، ثم يذكر الخبر أنه ابتز سيدة أدخلته إلى منزلها ومارست معه الرذيلة، ثم حاول لاحقاً الاستيلاء على مجوهرات وذهب يخصها بعشرات الآلاف من الريالات، فاستعانت بالهيئة التي أعدت له كميناً وقبضت عليه بجرمه وأنه تم إيقافه شهرين واطلق سراحه دون محاكمة، ثم يجزم الخبر أنه قد بلغ عدد الفتيات اللاتي تربطه بهن علاقة محرمة قرابة “1073” فتاة، وهو نفس الرقم الذي ذكر أولاً أنه عدد أرقام الفتيات التي وجدت على هاتفه، فأشعرني الخبر أنه مفبرك فكيف يطلق سراح من ارتكب ممارسة الرذيلة مع امرأة برضاها دون أن يحاكما ويعاقبا شرعاً، ثم هل يكفي أن تثبت وقائع الابتزاز عبر ما على ذاكرة الهاتف من أرقام أو حوالات بنكية، أو عبارات أو صور، والابتزاز فيه طرفان رجل وامرأة، ودون أن تتقدم الضحية إلى القضاء لتنال حقها غير منقوص، ولماذا يعتبر رقم امرأة على هاتف رجل دلالة على أنه مبتز لها، أمر غريب لن تجده إلا هنا، وأن أموراً كثيرة تجري لا يمكن لأحد يفهمها كما أن صياغة الأخبار في صحفنا يعتريه الكثير من الغموض لعدم توافر المعلومات، أو لأن بعضاً منهم لا يحسن صياغة الأخبار، ونحتاج إلى جهد متواصل لتحديد المفاهيم والدلالات كما نستخدم من كلمات تكرارها في ما ينشر ويتردد جعلها مصطلحات تتداول، والخطر في كل هذا أنه له علاقة بالقضايا الدينية، التي لا يجب أن يعتورها أي غموض، فهل نفعل هو ما أرجو والله ولي التوفيق..