قضايا العرب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وما تعانيه من مشكلات في كل هذه المجالات، كما تعاني من أوضاع هي تبع لها من تخلف شديد، فالعرب إذا اختلفوا زعم كل طرف أن إسرائيل تقف مع الطرف الآخر الذي يعتبره خصماً له، ويبحث في صحافتها وسائر وسائل إعلامها ما يؤيد أقوال خصمه، ولو تأوله ووجهه الوجهة التي يريد، ليوهن في ظنه موقف خصمه، فلا أحد من العرب يحب إسرائيل أعني دولة الصهاينة التي أقيمت في أرض فلسطين ظلماً وعدواناً،وإذا انحرف منهم منحرف عن الجادة بحثوا عما يمكن الزعم من خلاله أن أحداً في إسرائيل يؤيده،
ولو كان هذا بناء على وهم، فإن تهتم جمعيات حقوق الإنسان في أمريكا، والعالم الغربي عموماً بانحراف هؤلاء المضللين من شبابنا، لاختلاف الثقافة بيننا وبين الغرب، وهو أمر طبيعي، خاصة إذا كان المطالبون في مجتمعنا بمعاقبة المنحرف ينادون بقتله،وأن يتوافق اسم أحد الناشطين الغربيين مع اسم ضابط إسرائيلي فتفرح بذلك مترجمة صحفية فتزعم أن الضابط الصهيوني يؤيد هذا المنحرف أو ذاك بناء على وهم، فتسارع إحدى صحفنا المحلية فتنشر الخبر لتصب الزيت على النار فتزيدها اشتعالاً، وكل من ضلل فانحرف له أسرة، يضع أفرادها أيديهم على قلوبهم خشية أن يناله أقصى العقوبة بالقتل، وخشية أن يساء إليها ولم تذنب،والمتعجلون بالأحكام ولو كانوا يجهلون موردها ومصدرها، في مجتمعنا اليوم لا حصر لهم، يحثون السعي لقتل كل منحرف قد ضلل، حتى ولو كان ضئيل العلم أو جاهلاً، قلت خبرته في الحياة، وعادتهم – ومع الأسف- درء أية عقوبة عمن أخطأ أعظم وأفدح الخطأ، وخالف هدى الدين ونظام الدولة، حتى في القضايا المشابهة لمثل هذا الانحراف، ما دام بينهم وبين هذا توافق في أشياء أخرى، والشبهة قد تقود قليل العلم الذي لم يحصن ضد الأهواء، بصحيح الدين ولم يربَ عليه، إلى الخطأ والخطيئة، بل قد يبلغ الأمر الردة والإلحاد، ولكن التوبة بشروطها من الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على ألا يعود إليه أبداً،حتى ولو كان هذا الذنب ردة أو شركاً، يجدد بعدهما إيمانه وينطق الشهادتين بلسانه، ويعتقد صحتهما بقلبه، ويعمل بجوارحه كل ما وجب عليه، وينتهي عما نهي عنه، فالله قد تكفل لعباده أن يغفر لهم إن تابوا، وعلى التائب أن يستزيد من الطاعات، فالحسنات يذهبن السيئات، ودعوا إخوتي أبناء الوطن التشنج، واسألوا الله الهداية لإخوانكم وفقني الله وإياكم إلى الخير إنه سميع مجيب.