حدّثني أحد تلامذتي -بعد أن غاب عني زمناً طويلاً، وقد ضاقت نفسه- عَمَّا يسمع من دعواتٍ ظنَّها دعوة للإلحاد، فقلتُ له: بإذن الله -عز وجل- لن يجرؤ أحد أن يدعو لإلحادٍ أو كفرٍ أو معصيةٍ جهاراً في أرض الحرمين الشريفين، التي بُعث فيها سيّدنا رسول الله بالدين الخاتم الذي لا دين بعده، وفيها بيته الحرام ومهاجر رسوله صلى الله عليه وسلم، والحمد لله الذي حمى هذا الوطن من الزيغ والضلال، منذ أسلم أهله، ودعوا إلى الإسلام، حتى نشروه في كل أقطار الدنيا، كما هو ملاحظ اليوم، فلم تبقَ أرض في هذا العالم إلا وفيها من يُوحِّد الله عز وجل، والحمد لله الذي جعل فيه مَن يحكم بشرع الله، ولا يرضى عنه بديلاً، وإذا سمعنا كلمة هنا أو هناك من جاهلٍ لم يعرف الدين على حقيقته، ولم يتعلَّم علومه، فزل لسانه بكلمة أو كلمات، فإنه سيلقى ممَّن حوله -ولاشك- الامتعاض، وسينصحونه ألا يتلفَّظ إلا بما يعلم، وستبقى بلادنا موطناً لهذا الدين حتى تقوم الساعة، فقد جاء في الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله: (إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحيّة إلى جحرها)، فهي الأرض التي انتشر منها الإسلام إلى سائر الأصقاع، وستبقى بإذن الله المكان الذي يرتاده المؤمنون به، حتى يلقوا ربهم، يزورون البقاع المقدسة، يحجون ويعتمرون، ويسمعون العلم في المسجدين، بيت الله الحرام، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأنا على يقين أنه يصعب على كل أحد أن يجهر بكفرٍ أو إلحادٍ في هذه الأرض، التي جعلها الله طاهرة يأرز إليها الإيمان، إذا ضاقت بأهله السبل، وسيظل أهلها ولاشك دعاة الإيمان، ينشرون هذا الدين في كل أرض يصلون إليها، وسيبقى أهله المؤمنون بالإسلام الداعون إليه حتى تقوم الساعة، والحمد لله الذي حفظ بلادنا من كل دعوة إلى غير الإسلام، فلم يوجد بحمد الله في بلادنا دعوة إلحاد، أو فكر، أو ضلال، وسيبقى الأمر كذلك حتى تقوم الساعة بإذن الله، وكل من نشأ على أرضنا هو مؤمن بالسليقة، فالحمد لله الذي جمعنا على هذا الدين وحببه إلينا، وجعلنا أهله وأنصاره، والحمد لله على ذلك.
معلومات التواصل:
ص.ب: 35485 جدة 21488
فاكس: 6407043
إيميل: [email protected]