هذا الوباء الذي ألمَّ بالعالم، وفجعت به الإنسانية، وبه أصبح الموت ينتشر في جميع أرجاء الأرض، وتوافت الدول فيما أصابها بسببه، واحتشدت دول العالم تحاول مكافحته دون جدوى، هذا الوباء المسمى كورونا المستجد، والذي فتك بشعوب العالم أجمع، لم تنجُ منه دولة واحدة في هذا العالم حتى اليوم، وفشل الطب في القضاء عليه، بل لم يجد علاجًا له، وأصبح الموت ينتظر الجميع. والحديث عن مكافحة هذا الوباء ليل نهار لا ينقطع، وحتى اليوم لم يستطع العالم بكل مراكزه الطبية العلمية على كثرتها في هذا العالم لم يستطع التوصل إلى دواء لهذا الداء والذي ظهر لأول مرة في الصين، ثم انتقل لسائر دول العالم، وانتشر فيها كما تنتشر النار في الهشيم، وأصبحنا نعدُّ المصابين به كل يوم ونعد المتوفين بسببه، دون أن نعرف الكثير عنه ولا عن علاجه ولا أسباب القضاء عليه، وتخبط العالم في مواجهته وتعثر، ولم يعد للأطباء من وظيفة سوى عدد الإصابات به والوفيات، وكأن هذا الوباء تنبيه من الله جاء ليذكِّر العالم بقدرة الله سبحانه وتعالى، ولعل الخلق يعودون إليه بشرًا ترتفع أكفهم كل ليلة لربعهم تدعوه أن يزيل عنهم هذا الداء ليعودوا إليه ليلهم مع نهارهم، ويتركوا الظلم لبعضهم بعضًا ويرتدع بعضهم عن العدوان على بعض، فقد ابتلاهم بهذا الداء وهو أقدر على أن يبتليهم بما هو أعظم منه.
فاللهم ارحمنا من هذا البلاء واشفنا من هذا المرض وأعد إلينا الصحة والعافية لجميع خلقك ليرجعوا إليك ويمتثلوا لطاعتك وأمرك إنك قادر على ذلك، إنك سميع عليم.