بالأمس زرت الأخ الحبيب الدكتور عصام عمر قدسي مدير مستشفى العيون بجدة، والذي تقاعد قبل فترة قصيرة، وهو يرقد على السرير الابيض بالمستشفى التخصصي بجدة، حيث ترعاه وتحوطه العيون التي أمضى عمره كله يعالج أمراضها ويحنو على مرضاها، فقد أمضى في وظيفته الانسانية السامية عمراً مديداً لايشغله عن مرضاه والعناية بهم شيء مهما علت قيمته،
حتى إن شأنه الحياتي الخاص لايصرفه عن متابعة حالاتهم وأحوالهم.
وقد تولى إدارة مستشفى العيون بجدة منذ مايزيد على ربع قرن، فنقل المستشفى الذي انشئ عام 1370 هـ وكان مسماه آنذاك مستشفى الرمد، وبإمكانات محدودة جداً، الى مركز طبي متخصص في أمراض العيون، يشتمل على كل المرافق التي تخدم العمل الطبي التخصصي من أقسام مختلفة للأمراض ،أقسام مساندة كاﻟﻤﺨتبر والأشعة وبنك العيون ، وغرف العمليات المؤهلة لتجرى فيها كبرى العمليات الدقيقة، وأهلته علاقاته الانسانيةبمجتمع جدة الثري أن يوفر للمستشفى الكثير جدا من الدعم، الذي حوله إلى مركز طبي متخصص معترف به من قبل هيئات طبية عالمية، ويؤهل فيه الاطباء للتخصصات الدقيقة.
ومن يزور المستشفي اليوم سيحس بلمسات طبيننا الماهر، الذي كان يدير المستشفى بتفوق ويقوم في الوقت ذاته بمهمته كطبيب يستقبل مرضاه في عيادته داخل المستشفى، تراه دوماً مبتسماً وهو يقابل مراجعيه ويسهل لهم المهمة، في الحصول على العلاج في أدنى صوره الممكنة، خاصة منهم أولئك الذين لايجدون من يعتني بهم من ذوي الحاجة الفقراء، الدكتور عصام قدس الطبيب الانسان إذا عرفته حقيقة أحببته، وأدركت كم يضحي من أجل راحة مرضاه ، وحصولهم على العلاج المناسب لحالاتهم المرضية، يملأه سعادة أن يرى على وجوه مرضاه الرضا بمانالوا من عنايته ورعايته، مما يحقق لهم الشفاء ويعيد إليهم الطمأنينة.
وإن زرت مكتبه رأيت كم يحمل الناس له من المشاعر الدافئة لما يقوم به نحوهم من رعاية، ولا أظن أحدا اليوم من مرضاه قد سمع عن تعرضه للوعكة الصحية التي ألزمته الفراش إلا ورفع أكف الضراعة للهّ عز وجل أن يعجل له الشفاء، وان آلاف العيون التي عالج مرضاها لتدمع عند كل لحظة ألم تنتابه وهو يعاني آثار المرض، إن الوفاء لمثل طبيبنا الانسان لهو أوجب واجباتنا، فقلوبنا معه ودعواتنا خالصة له أن يمنحه الله الشفاء العاجل ليرجع إلينا كما عهدناه دوما بروحه العذبة الطيبة التي ملأت دنيانا سرورا.
اللهم إن عبدك عصام عمر قدس قد خفف آلام الكثير من عبادك عبر عمره المديد بما قدم من رعاية وعناية فالطف اللهم به واشفه عاجلا إنك سمع مجيب.