حتماً ان مجتمعنا هذا الطيب مجتمع كما ينعتونه إعلامياً اليوم المجتمع المحافظ، ولعلهم يعنون بكونه محافظاً، إنه يصعب تغييره، حتى لو كان هذا التغيير ضرورياً لتطوير مناحي الحياة فيه، أو أنه إذا شاعت فيه ألوان من الثقافة رديئة صعب درأها عنه، فمثلاً انتشرت فيه ثقافة تقسم المسلمين فيه إلى سني ناجٍ، ومبتدع هالك، وبني على هذا أحكام وتصورات خاطئة، لم تزل تفرق بين المسلمين فيه، إلى الدرجة التي انشأت بينهم مواقف تعادي وتباغض، ولم يستطع أحد مهما أوتي من الحجج والبراهين أن يقضي على هذا اللون من الثقافة، فالجمود على ميراث ثقافات مستجدة في هذا المجتمع أصبحت ظاهرة، فانتشار ثقافة الشتم والسباب والطعن واللعن، وما يتبع هذا من تهم جائرة بالتبديع والتفسيق، بل وحتى بالشرك والالحاد، والتي لم تعد قاصرة على أدعياء الانتساب إلى العلم الشرعي أو الدعوة، بل وتسربت إلى العامة حتى من يعانون منهم أمية حقيقية أو أمية ثقافية، حتى ظهرت هذه الثقافة تطفو على صفحات الإنترنت، خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي كالفسبوك أو التويتر، وحاول المثقفون على اختلاف اهتماماتهم، والمفكرون، وكثير من العلماء، أن ينشروا بين الناس أن هذا اللون من الثقافة مخالف لشرع الله وللآداب والقيم التي جاء بها، وينصحون الخلق بالابتعاد عنها، لكن الأمر بقي على حاله، حتى أصبح التطاول حرفة للصغار يمارسونها صباح مساء، حتى انحدرت الأخلاق أو كادت بين كثير من الناس، فأصبحنا لا نستنكر الوقوع في أعراض الناس علماء كانوا أم مفكرين أم أدباء أم رموزاً للوطن يجتمع الناس على تقديرهم واحترامهم، بل ولكل من بذل جهداً لرقي مجتمعنا، دون أن يحاسب أحد من هؤلاء الشتامين، الذين يترعون بأحط الألفاظ وأقذرها، ولا يجدون عقوبة تردعهم عن مثل هذا السلوك الرديء، وهي نذر شؤم ولا شك، فإذا ترك هؤلاء ينشرون تطاولاتهم على الخلق تجرأوا فلم يأمن أحد من تطاولهم، فيعم الجميع حينئذ، وأرجو ألا نندم على السماح به لهم، فقد يتطاولون وقد حدث على أعلى المقامات، حتى يبلغ التطاول من لا يتصور أن يصلهم أحد بمثله من قيادات الوطن ومخلصي العمل له، ومن ثم وقد حدث، ووصل لعلماء الأمة سابقهم ولاحقهم، ثم لن يسلم من ذلك العلم الشرعي ذاته، ومقدسات الدين، فتجديد وتطوير الثقافة المحلية وتنقيتها من ألوان الثقافات الرديئة، من مهمات الإعلام والمعلمين والعلماء والمفكرين والمثقفين بصفة عامة.
فهل يفعلون؟ هو ما نرجو والله ولي التوفيق.
شاهد أيضاً
إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس
الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …