على مدى العصور والأزمان، يظهر بين الناس جهلٌ بالإسلام غير معروف، عبر ادعاء العلم بالإسلام، ورغم تعدد وسائل العلم الكبرى بمعرفته الكبيرة، حتى أنه لا يُدرك أياً من معاني إدراكه لمعاني مصطلحاته الكبرى بين الناس، يشهد لذلك مؤلفاته ومقالاته المنتشرة، والتي يسعى الكثيرون إلى نشرها والإشادة بها، فهو يسعى جاهداً ليحل محل التعريفات لمصطلحات الإسلام الكبرى ما يُغيِّرها في الأذهان، للتضليل بمعانيها ودلالاتها، والاجتهاد المضل لتعريفها بتعريفاتٍ أخرى، لتظل بتعريفاتها المتعددة بمعاني جديدة لا يشهد لصحتها لغة ولا معاني اصطلاح متفق عليها بين أهل الإسلام، والمستقرة بمعانيها منذ أن جاءت بعثته الكبرى -صلى الله عليه وسلم- إلى الأمة بمصطلحات الإسلام الكبرى، منذ دعوته إلى الإسلام كما نعرفه؛ منذ ما يزيد عن أربعة عشر قرناً من الزمان، وقد استقر تعريفاتها في أذهان المسلمين، ومحاولات تضليله المستمرة عبر مؤلفات لا تحمل سوى الجهل بالإسلام وأحكامه، بدعوى التجديد والتغيير المستمر عبر مواقع على الإنترنت، وبرامج عبر القنوات الفضائية، يساعده على انتشارها أموال تُنفق بسخاء على ذلك، ومن يطلع على ذلك يهوله الجهد المبذول لتغيير معاني مصطلحات الإسلام الكبرى كلها، لإشاعة الاضطراب في فهمها بتناولها واحدة بعد الأخرى: الإسلام، التوحيد، الأحكام، بإلحاح مستمر على تغييرها بأخرى لا يستند على علم أو فهم صحيح لمعانيها لا باللغة التي نزلت بها، ولا بما يفهمها بسطاء الناس بسهولة وبروح للإيمان بها، فهو يدعي المعرفة بمعانٍ جديدة لكل مصطلحات الإسلام ودون أن يمد الناس بعلم صحيح ثابت، فلا الإسلام هو كما عرفه المسلمون، ولا التوحيد كما جاءت به النصوص في كتاب الله وفي سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ولا بما اتفق على معانيها جُلّ علماء الإسلام، واستقرت في أذهان المسلمين منذ بعثة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحتى يوم الناس هذا، والسعي بإلحاح لإحلال معاني لها لا تعتمد على علم باللغة، ولا عبر علوم الإسلام المختلفة التي استقرت عبر العلوم الشرعية الدينية التي يدرسها أبناء المسلمين في المعاهد والكليات التي تشرح معانيها ومصطلحاتها عبر الزمن، ويأتي جاهل بها كلياً ليدعي أن ما استقر في الأذهان كله خاطئ يجب تغييره دون إثبات هذا عن طريق علم ثابت متدارس بين المسلمين.. وهذا هو ما يستدعي منا التنبيه على خطورة ذلك، والتأكيد عليه، ودعوة المسلمين لاستنكاره.
شاهد أيضاً
إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس
الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …