إن خطورة الادعاء بأن كل مصطلحات الإسلام العلمية المستعملة في العلوم الدينية كلها خطأ، والمجدد لها جاهل بعلم اللغة، التي هي الوسيلة الأهم لفهم النصوص الشرعية، ولا بعلوم الدين المستقرة عند المسلمين منذ ظهور الإسلام، وحتى يوم الناس هذا، إنما هو هدم للدين بوقاحة غير معهودة، حتى من أعداء الإسلام الخطرين المدّعين التغيير بجهل كلي ابتلى به بعض المسلمين الراعين بإلحاح لتغيير أحكام الإسلام، فالحلال غير الحلال الذي يعرفه المسلمون ويعرفونه بعبارات جازمة تدل عليه، ولا الحرام هو الحرام المستقر المعني بين المسلمين منذ البعثة وحتى اليوم.. فليس الخمر محرمًا، ولا الطلاق إذا بلغ البينونة الكبرى محرَّم؛ للاتصال بالزوجة حتى تنكح زوجًا آخر، ويطلقها لتصح الرجعة إلى زوجها الأول، والدعوة بجهل لتغيير هذا دون دليل يمكن الاعتماد عليه، ولا إحلال الجماع بمِلك اليمين والذي استحل به المسلمون ذلك، منذ عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وحتى انتهى وجود الأمة بمِلك اليمين، مما يعني اتهام أكابر صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بالزنا والعياذ بالله، ودون دليل واضح بيِّن ممَّن يُحرِّم ذلك، وتعدد الزوجات كذلك، بل إن هذا طال في كتب شحرور هذا المنتشرة اليوم من مثل:
1- دراسات إسلامية معاصرة في الدولة المجتمع.. 2- الإسلام والإيمان، ونحو أصول جديدة للفقه الإسلامي – فقه المرأة (الوصية، الإرث، القوامة، التعددية) تجفيف منابع الإرهاب.. 3- السنة الرسولية والسنة النبوية رؤية جديدة، أم الكتاب وتفعيلها، قراءة معاصرة في الحاكمية الإسلامية.. 4- دليل القراءة المعاصرة للتنزيل الحكيم: المنهج والمصطلحات.. 5- الإسلام والإنسان من نتائج القراءة المعاصرة.. 6- القصص القرآني قراءة من نوح إلى يوسف جزءان.. 7- الدين والسلطة من نتائج القراءة المعاصرة.. وكثير من الفتاوى الباطلة التي لا تستند إلى علمٍ شرعي صحيح، ولا أدلة يمكن أن تُطبَّق على ما يقول الأخ محمد شحرور عن الإسلام بجهلٍ عظيم، والخطورة تكمن في اقتناع بعض العامة، وإن كان عددهم قليل، بأفكاره الشاذة، وإباحته للمُحرَّمات، وتحريمه للمُبَاحَات دون سندٍ شرعي صحيح، لجهله فعلًا بالعلم بكتاب الله وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، وباللغة العربية، وبمعنى آخر لا علم له بالإسلام عبر علومه الأصيلة، ولا بعلومه المساعدة لفهم علومه وأحكامه، والقراءة المعتمدة فقط على فهم شحرور غير ملزمة لأحد من المسلمين، فهي قراءة موهومة لا حقيقة لها، ولا أزال أقول يجب على علماء المسلمين مناقشة الرجل علنًا لإثبات أنه يجني على الإسلام بجهله، وسوف نستمر في كشف أوهامه كُلَّما سنحت الفرصة بذلك، وندعو العلماء لهذا درءًا لخطرٍ عظيم.