في خضم هذه الأحداث في منطقتنا العربية, خاصة فيما نسميه اليوم الشرق الأوسط, تحتاج الدول فيه أن تفعل عوامل الاستقرار فيها, عن طريق عوامل أصبحت اليوم هي الأساس للاستقرار في أية دولة وطنية, ولعل أهمها في عصرنا هذا الاستقرار الاقتصادي, والذي يعتمد ولاشك على عوامل عدة ركيزته انتاج صناعي متطور ثم انتاج زراعي يضمن إلى حد كبير الغذاء للسكان في فترة معقولة, ثم انتاج سلع خدمية متطورة وأن تخدم هذه السلعة الأساسية, التي تمثل أكبر عامل لتوفير الدخل كالبترول, كسلعة خام وحيدة,توفر دخلاً المفترض أن يتحول فيما بعد إلى عمليات إنتاج تبدأ بصناعات تعتمد على هذه السلعة الوحيدة, كالبتروكيمائيات ثم تتوسع إلى صناعات تجد لها مواد أساسية في الوطن, كالمعادن المختلفة, وكالسلع المعتمدة على الزراعة, وهكذا تتطور الصناعة في الصناعات الأولية وحتى الصناعات الكبيرة والمعقدة, وقد نجحنا في هذا الجانب بعض النجاح ونحن مستمرون في العمل لنجاح أكبر, وإن كنا نحتاج إلى أن نسرع بشكل أكبر في هذا الجانب لننوع دخلنا, لنستطيع القضاء على الاختلال في سلم إنتاجنا, حتى لا نجد الصناعة في آخر هذا السلم, تتقدمها الخدمات التي نكاد أن نجزم أن معظم مشاريع الاستثمار تتجه إليها, تليها الزراعة رغم ما تفتقد عوامل نجاحها في بلادنا, فالصحراء يصعب أن تجد فيها تربة صالحة للزراعة, وقلة المياه عامل معوق لأن تنشأ في بلادنا زراعة تنتج كل ما نحتاجه فينقلب سلم الإنتاج حيث يبدأ بالخدمات ثم الزراعة وتأتي في المؤخرة الصناعة وكان يمكننا منذ زمن طويل أن نضع ما يجعل الصناعة نشاط السكان الأول فها هي كثير من الدول حتى تلك التي لا تجد من المواد الخام للصناعة إلا القليل هي اليوم من الدول الصناعية الكبرى كاليابان فلم تعد المواد اللازمة للصناعة يقف عدم وجودها في البلدان من الحد من قدرتها على إنشاء صناعة ناجحة, ولا أشك أن هناك عوامل أخرى ستؤدي إلى الاستقرار غير هذا الجانب الاقتصادي كوجود النظم الجيدة التي تقود إلى مناخ يوفر العدل للعاملين في كافة المجالات ونظام قضائي متطور يوفر العدل للناس عند الاختلاف, والتعليم المتقدم الذي يوفر الكفاءات والقدرات للإبداع وغير هذا مما تعرفون من أسباب الاستقرار في زمان يشيع فيه اليوم الاضطراب لأسباب كثيرة , وبلادنا يتوفر لها الأمن والأمان, لذا نرجو أن نكون في مقدمة البلدان المتطورة قريباً فهو ما نرجو. والله ولي التوفيق.