في يوم الجمعة الماضي 21/ 6/ 1431هـ أرتقى منبر المسجد، الذي أصلي فيه ، في حي السليمانية قرب الجامعة أحدهم ممن اعتادوا أن يخطبوا فوق منبر هذا المسجد بين الحين والآخر، ودوماً إذا خطب لم يصل بمن اسمعهم خطبته، بل ترك امامتهم للمؤذن الذي يحسن التلاوة، وكل خطبه التي استمعنا اليها خطب سياسية مؤيدة لفصيل حماس الفلسطيني،
ولكنه هذه المرة صب جام غضبه على دولة صهيون التي اعترضت قافلة الحرية المتجهة الى غزة، بتلك القسوة التي أثارت غضب الجميع، ولكنه ألحق بهم الدول الإسلامية والعربية منها خاصة، ولم يستثن إلا من اسماهم أحفاد محمد الفاتح العثمانيين، فهم في نظره الأبطال وحدهم، الذين نصروا فلسطين، ولم يعترف لغيرهم خاصة العرب الذين تعددت تضحياتهم في سبيل نصرة القضية بالأرواح والأموال، ثم ما تعرضوا له من احتلال بعض أراضيهم بسبب ذلك.
ولم يكتف بهذا فقد امطرنا بسيل من السباب واللعائن – وهذا لفظه – للعرب والمسلمين الذي لم ينصروا أهل غزة، ثم انحى باللائمة على بعض صحف بلادنا وكتابها ووصفهم بأوصاف يخجل المؤمن أن يرددها، وذلك بزعمه أنهم اشغلوه عن القضايا الأهم بحديثهم عن حقوق الإنسان وقضايا المرأة، وبردودهم المتوالية على الفتاوى المتفلتة، وذات الغرابة المشهورة، وزعم أنهم يتقصدون العلماء ويسيئون إليهم، بل لم يترك من النقائص شيئاً إلاّ واتهمهم به ولم نسمع لهذا الخطيب إلا ما ندر من الخطب مما نبتعد به عن هذا الاسلوب الردئ ، وكم أتمنى على وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف أن تلزم ائمة المساجد بتسجيل خطبهم، حتى يمكن محاسبتهم اذا شذت ، فمثل هؤلاء لايحسنون سوى اللعن والسب من فوق المنابر لكل من يزعمون لهم خلاف معه، وإن لم يحاسبوا آثاروا الفتن، ويومها ستكون الآثار فادحة الخطر فهل تفعل هو مانرجو والله ولي التوفيق.