لعل هذه الأزمة الإنسانية التي عانى منها العالم ولازال يعاني بسبب هذا الفيروس اللعين، الذي ظل يفتك به طوال الأشهر المنصرمة، لأنه لم يحسن اختيار العاملين في جهاز الصحة الأممية، بل يتعدى الأمر ذلك إلى جهاز الأمم المتحدة ذاتها، والتي لم تحسن اختيار العاملين فيها، مما أدى إلى مواجهة عقيمة لوباء خطير انتشر في هذا العالم، وعانت دوله كلها منه ولم تساعدها أجهزته الأممية على مواجهة ناضجة للقضاء على الفيروس وتوجيه وزارات الصحة في تلك الدول من أجل ممارسة أعظم توفيقًا في مواجهة هذا الوباء المسمى كورونا المستجد أو كوفيد 19، وأصبح الشغل الشاغل لدوله.
ولم تحسن منظمة الصحة العالمية إدارة الأزمة، بل كانت أحد العوامل المهمة في فشل الخطط التي رسمت لمواجهته، ومضت الأشهر طويلة على الناس وهم يعانون آثار هذا الوباء دون أن يجدوا الطريق للتخلص منه، ورغم الظهور المستمر لأعضاء منظمة الصحة العالمية على شاشات التلفزيون إلا أنهم لم يقدموا شيئًا ذا نفع لدول عالمنا حتى يمكنهم أن يضعوا خططًا مناسبة للقضاء عليه، بل أن الدول الصغيرة والفقيرة أصبحت لقمة سائغة له، ولم تجد المساعدة من هذه المنظمة، وظلت هذه الدول تعاني من آثار هذا الفيروس الشديدة ولا تجد التمويل اللازم لمساعدتها، ولا يزال حتى يومنا هذا الجزء الأكبر من العالم يفتك به الوباء، ومنظمة الصحة العالمية تقف موقف المتفرج، فما فائدة هذه الإدارات الأممية التي ينفق عليها العالم دون أن تعينه على القضاء على مثل هذا المرض اللعين؟.