لاشك أن خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- حين افتتاحه أعمال السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى في 24/3/1439هـ، كان خطاباً له من الأهمية البالغة في الدعوة لمنهج الوسطية واعتماده، والذي اختارته قيادة بلادنا ليكون هو المنهج المتبع في سياستها، فقد جاء في هذا الخطاب قول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله وأدام عزه-: (لقد قامت دولتكم منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- على تطبيق شرع الله، والالتزام بالعقيدة الإسلامية، وتعزيز مبدأ العدل، وتسعى حكومتكم إلى تطوير الحاضر، بما لا يتعارض مع ثوابت عقيدتنا وقيمنا وتقاليدنا، وترسيخ نهج الاعتدال والوسطية).. لذا قال في حزمٍ: (لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه ولا مكان لمنحلٍّ يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال)، فجاءت عباراته شفافة واضحة أن منهج بلادنا سيكون دوماً منهج الوسطية والاعتدال، ولا مكان بيننا للمتطرفين الذين يرون الاعتدال -وهو أصل ديننا وطبيعته- انحلالاً، وعلى ذلك يبدأون حرباً لمنهجنا هذا، ويتحدثون عما هو من أصول ديننا «الوسطية والاعتدال» على أنه انحلال، فيغلون في الدين، ويتشددون على الناس، وهؤلاء من عانت منهم مجتمعات المسلمين أزماناً في كافة العصور، وأشعلوا الحروب بدعوى ظاهرها خير وباطنها شر، يقولون زوراً إنهم يحمون الدين، وينصرونه، وهم إنما يريدون أن يحكموا بغلوِّهم مجتمعنا، وبحمد الله فشلوا، وستبقى بلادنا عبر عهودها المختلفة على هذا المنهج «منهج الوسطية والاعتدال» يحميه قادة البلاد وعلماؤها ومفكروها ومثقفوها.
أما الآخرون الذين عانت منهم مجتمعات المسلمين في كل عصورهم؛ مَن يرون أن منهج الاعتدال والوسطية هو ما سيُمكِّنهم من تطبيق منهجهم المضاد للدين، وأخذ المجتمع بعيداً عن دينه وقيمه، فهم والفريق الآخر خاسرون، ولن يستطيعوا التحكم في وطنٍ، أهله يحبون دينهم ويرعونه، منذ أن خُلقوا، فاللهم ثبِّتهم عليه.