لعلماء الدين وورثة الأنبياء المرسلين الدور الأهم في احياء جذوة روح الدين في نفوس معتنقيه, يضيئون لهم الطريق للوصول إلى رضا الله, الذي يوجب لهم الحياة الآمنة المستقرة في الدنيا, والأمن ابداً في يوم القيامة, والدين إذا رسخت قيمه في النفوس, والتزم المؤمنون به وبأحكامه, وحققوا مقاصده, وهذه المهمة عظيمة القدر وتكتنفها الصعوبة البالغة, لا يتأهل لها من العلماء إلا أقدرهم علمياً, وأعلمهم بواقع الحياة, والمجتهدون العلماء في عالم الدنيا, الصالحون لهذه المهمة هي ولا شك ندرة بين العلماء, أو من حازوا هذا اللقب وهم يستحقونه, ولكنهم مع قلة عددهم إلا أنهم النجوم الذين اهتدى بهم الناس على مر القرون وبعد كل الانبياء والرسل, وهم في الاسلام اليوم اشد ندرة, يدرك هذا الناس كانوا علماء أو عامة, ومعهم ممن ينتسبون إليهم اطياف بعضهم فقد الطريق إلى انجاز المهمة باخلاص, واشتغلوا بكثير مما لا نفع للمسلمين به, إن لم يعد عليهم بالضرر الفادح, فتركوا بيان ما يقرب المسلمين من ربهم, ويمهد الطريق لهم للوصول إلى الغاية الأعظم عبادة الله التي هي المهمة الاساس لحياة المسلم, فما خلق الناس إلا ليعبدوا الله الذي يحقق لهم رضا الله فتطمئن منهم النفوس بذكره وشعورهم الدائم بمراقبته لهم, فلا يقولون ولا يفعلون إلاّ وهم يستحضرون هذه المراقبة, يعلمون أنه يراهم وإن لم يروه, بعلم ما يخفون ويسرون وما يعلنون, وكل انحراف عن هذه المهمة للاشتغال مما هو دونها, ينزع عن العالم ما يجعل الناس يثقون به, فذاك الذي همه ما وقع في اختلاف أو خلاف بين المسلمين, ويظل يبعث منها ما اندثر, ويحيي منها ما نسيه الناس, فتثير بين المسلمين فرقة هم في غنى عنها خاصة في هذا العصر, وهذا العالم الذي يصرف جهده كله إلى تعنيف الخلق, والبحث عن نياتهم, وتوجيه التهم اليهم, وإثارة الغبار حولهم, ولعل بعضاً منهم اخوانه من العلماء الذين يختلف معهم, وكل هذا يعود بالضرر على من يفعله فهو يقلل رصيده عند الناس, يضر بالأمة والمجتمع الذي يعيش فيه, ولعلنا نلحظ آثار هذا في حياة مجتمعنا اليوم مما نراه من تراشق بالتهم والتصنيفات, والنصيحة التي هي حق لكل مسلم على أخيه المسلم تجعلنا ننبه على هذا, وندعو كل من انحرف عن مهمة العالم الحق الساعي لانارة الطريق لإخوانه المسلمين أن يعود اليها سريعا, فهذا ما نرجو والله ولي التوفيق.
Tags الدين العلماء المسلمين عالم
Check Also
إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس
الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …