حينما نشأ الإعلام في الغرب وتعددت وسائله، مطبوعة ومقروءة ثم مسموعة، وأخيرًا مرئية ومشاهدة، والغرب يدّعي أن إعلامه هذا يعتمد النزاهة والموضوعية، والحياد عند النشر، ولكن لم يمضِ زمن يسير حتى اتّضح للغرب -قبل أن يتضح لنا- أن هذا الإعلام ابتعد عن كل ما ادّعى الغرب له، فرأينا في الغرب صحفًا لا تنشر إلا الأكاذيب، وأخرى لا تنشر سوى الفضائح، ومنها ما يدعي العلم بكل ما يجري في العالم، ويتضح لقرائه أن يرسم صورًا لما يجري في العالم حسب رغبات حكوماته، وكم أسقط الإعلام في الغرب حكامًا عادلين شرفاء، وحل محلهم من لا يعرف العدل أو الشرف، وهكذا خاض هذا الإعلام في شؤون كثيرة، لمجرد أن يتربح من وراء هذا النشر، ثم انتقل الإعلام إلى الشرق وللبلدان العربية والإسلامية، فنقل أغلبه من إعلام الغرب أسوأ ما فيه، فقرأنا في صحفٍ عربية ما لا يمتّ بصلة إلى حقيقة ما يجري في بلادنا، فقد استطاعت أن تُزيِّف كل ذلك، وتنشر صورة لكل بلد كما أرادت أن يرسخ في الأذهان، وأكبر مثال على هذا، القناة المعتورة التي أُوجدت من أجل أن تُفرِّق أمة العرب، وأن تحاول إسقاط أنظمتها بوسائل قذرة، وبنشر أخبار لا تمت إلى الحقيقة بشيء أبدًا، وهي قناة الجزيرة، التي أنفقت قطر عليها المليارات من أجل غاية واحدة، فيظنُّ مَن في الدوحة أنهم قادرون على تحقيق مبتغاهم عبر قناة الجزيرة، بأن يُسقطوا كل الأنظمة العربية، ويُسيطروا على حُكَّامها الجُدد، فتُصبح قطر هي الدولة العظمى التي تحكم العالم العربي لصالح إسرائيل والغرب، ورغم أنها عجزت عن هذا عجزًا كليًّا، وهو مُلاحَظ، فدولة في مثل حجمها، وقدراتها البشرية، لا تستطيع القيام بفعل بهذا الحجم، ولكنها لم تيأس، فهي تحاول عبر إيران وتركيا أن تُحدث ما خطَّطت له، وهي لا تدرك أنهما أعجز من أن يحققوا ما تريد، فكلاهما يعاني من مشكلات اقتصادية وسياسية، بل وشعبية، لا يستطيعون معها التحرك من أجل إيذاء دول ثابتة الأركان قوية البنيان، يتفوقون عليها في جميع المجالات، اقتصادًا وسياسة واجتماعاً، ولهم أدوار في التاريخ تثبت أن كل من حاول الاقتراب منهم، هُزِمَ هزيمة منكرة وتشتَّت شمله، وسيبقى لهم النصر ولو كرهت قطر وإيران وتركيا.
معلومات التواصل:
ص.ب: 35485 جدة 21488
فاكس: 6407043
إيميل: [email protected]