نقرأ كل يوم في الصحف أخبارًا تقع، وجرائم تحدث، ولكن بعض الصحف لا تصل إلى أسباب ما وقع، فتلجأ إلى تحليلات كثيرًا ما تكون بعيدة عن الواقع إذا كُشفت أسباب ما وقع، وقد تواصل الصحف هذه التحليلات خاصة في حوادث الجرائم الكبرى، مثل حادثة المعلم الذي قتل سبعة من موظفي الإدارة التي ينتمي إليها، وكثرت هذه التحليلات رغم أن التحقيق لازال جاريًا، واجتهد محللون في معرفة أسباب هذه الجريمة، وحتمًا لم يصلوا إليها، لعدم وجود معلومات آنية عنها من مصادر التحقيق، وكثيرًا ما تفعل هذه الصحف، ويستغرق هذا وقتًا قد يمتد لأسابيع دون جدوى، فهؤلاء المحللون لا يعلمون الغيب، وبعض هذه الأحداث قد يستمر وقتًا ليس بالقصير، حتى تتبيَّن أسبابه، ونشر تحليلات لا تمت بصلة إلى الواقع تضر بهذه القضايا، وقد تُنشر عنها أوهامًا، لا علاقة لها بها، ولابد لتلك الصحف من أن تكف عن نشر أي شيء إلا إذا تأكدت من صحته، فالمتخصص في علم النفس مثلًا ليس لديه اطلاع على حالات سلوكية لمن تقع لهم الحوادث؛ التي تُحال إلى جهات التحقيق، ولا يطلع عليها إلا إذا كان مشاركًا في هذا التحقيق، ومن تستعين بهم تلك الصحف في هذا المجال ليس لهم علاقات بجهات التحقيق، والذي نعلمه يقينًا أن جهات التحقيق لا تسمح بنشر شيء منه قبل أن يتم، وقد يكون عدم النشر في حالات كثيرة له فائدة كبيرة للتحقيق، ثم إن الكتابة عن حوادث وقعت لم يطلع على مجرياتها الكاتب الصحفي لا يؤهله هذا بأن يكتب عنها مقالات، وليس لديه أي معلومات عنها، ونجد العديد من المقالات يُكتب عن حوادث لا يزال التحقيق فيها جاريًا، وما يُكتب فيها يتضح بعد أن تنشر عنها جهات التحقيق مغايرة لها تمامًا، ولا أظنه يضر هذه الصحف أن تنتظر لتأخذ المعلومات من جهاتها المعتمدة، والتي ستعطيها الحقائق فعلًا.. وهذا هو ما نرجوه، والله ولي التوفيق.
شاهد أيضاً
إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس
الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …