هذه هي جهود المجمّع الافتراضي

لمّا ظهر الجدل حول نطق حرف الكاف، وهل لهذا النطق حرف يرسم مما بذل فيه أخونا الدكتور عبدالرزاق الصاعدي جهداً غير عادي حتى كأنك ترى لا همّ له سواه، غردت في تويتر أرجو أن نبذل جهداً في خدمة لغة القرآن بغير إحياء لهجات اندثرت، وإن بقي ينطق بها أحد في عصرنا فهم عامة أمّيون لا يعلمون عن العربية التي نزل بها كتاب الله شيئاًً، ولكن هؤلاء الذين أسموا أنفسهم افتراضيين، وأنشأوا لهم على شبكة الإنترنت مجمعاً افتراضياً أهمّ ما قرأت فيه هو الحديث المتوالي عن حرف القيف وكيف يرسم.


حتى أن شيخ المجمع لا تجد في مدونته سوى حديث مكتوب إلا عن ما سمي القيف، يجدّد الكلام فيه يعيده ويكرره وكأن علمه انحصر فيه.

وتساءلت ما نفع هذا للغة القرآن الكريم، وما فائدة هذا ثم تساءلت عن إحياء اللهجات القديمة والمعاصرة وهل تنتفع به اللغة. أم أنه سيزيدها صعوبة على من يتعلمونه من أهلها ومن غيرهم.

ونحن في أمسّ الحاجة إلى تبسيط قواعدها وأصول تدريسها لنحافظ عليها، فإذا حافظنا عليها حفظنا تراثنا الحضاري وقبل ذلك ديننا الحنيف الذي كرّم الله هذه اللغة فأنزل كتابه بها.

وكل هذا من باب النصح لا التهوين بما يقوم به شيخ الافتراضيين ومن انضم معه في هذا المجمع الذي لا تخرج قراراته عن أعضائه، ولكن مجتمعنا اليوم يعاني أفراده من الحساسية الشديدة للنقد، ولذا يبحثون عن أخطاء للناقد علّهم بها ينتصرون عليه، وقد افترضوا أنه لهم خصم.

وقد أمضيت منذ تخرجتُ في دار التوحيد ذلك المعهد الذي أعدّ تلاميذه للتخصص في علوم اللغة العربية وعلوم الشريعة، ثم في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة ثم حصولي على درجة الماجستير منها وأنا أدافع عن اللغة، ولم أدع قطّ أني لا أخطئ..

ولم أهتم قطّ بما لا يفيد لغتنا وكتاب ربنا، وعندما انتقد فإني لا أذكر شخص المنتقد بشيء أقصد به الإساءة إليه أو الحطّ من شأنه.

ودعونا اليوم نلق نظرة على جهود هذا المجمع وهو افتراضي حقاً ولا أظنه سيتحوّل إلى واقعي يباشر علماء اللغة الاتصال به أو المشاركة فيه.

ورأيت في المجمع سبع نوافذ لا يعمل منها سوى المنتدى العام ولن تجد فيه ما يشجعك على متابعته، ثم قرارات المجمع من مثل: استبدال لفظ بدل فاقد ببدل مفقود، وتعريف البلوتوث بالقارن، والميكرويف بالفرن الموجي، والريتويت بالتدوير، وكونترول بجهاز التحكم، وتأثيل كما يقولون الشطرطون بأنه الشريط اللاصق ولن تجد في باقي النوافذ شيئاً يذكر إما أنها لا تزال تحت الإنشاء، أو أنها خالية دون إبداء الأسباب.

أما ما يريد شيخ الافتراضيين إحياءه من ألفاظ العربية فهو من مثل: بقعاء، صامل، وصملة، فهق، فشبار، قشراب، معاصير، ومعصار، وغير هذا من الغرائب.

وأعجب ألاّ يقبل إخواني النصيحة فينصرفوا عن هذا الذي أشغلوا به أنفسهم لبحوث جادة في اللغة وآدابها تنفع الأمة وتحيي استعمال الفصحى مرة أخرى، لا أن يخلطوا العامي بالفصيح ويتحدثوا عن لهجات أصبحت من حفريات التاريخ. أرجو لهم توفيقا.
والله ولي التوفيق.

About عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

Check Also

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: