نحن كشعب وراء قادتنا ندافع عما يدافعون عنه، ومصر منّا في القلب، والعابثون بأرضها أعداء لنا ، ومن يؤيدهم سنكشفه قبل أن يستفحل الأمر
في يوم السبت الماضي في مقالي قلت:سلمت مصر من كل سوء, وأنا أرى ما يصنع الإرهاب في أرضها من عبث, سيقضى عليه عما قريب بإذن الله, ثم قلت معلقاً على مواقف بلادنا نحو الإسلام والعروبة فقلت: لا أحد يزايد علينا في العمل للإسلام, وإذا أنا أفاجأ بتصريح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يعبر عن ثوابت هذا الوطن, وسياسة الدولة التي لا تتزعزع مع الحق, مع كل دولنا الإسلامية والعربية, فمكانتنا في هذا العالم إنما تعتمد على مواقفنا مع إخواننا في كل أوطانهم نعينهم على عدوهم, ومصر العربية التي حفظت للإسلام تراثه بعد أن اعتدى عليه في هجمة بربرية قام به المغول من الشرق وأزالوا كل صور الحضارة في بلاد المسلمين وعلموا أن أشدها خطراً عليهم المكتبات, فغمروا الكتب في دجلة والفرات حتى لا يبقى للعقول غذاء, واليوم وفي مصر تنظيم إرهابي يجري على طريق هؤلاء البرابرة, فيصرح أحد قادتهم أنهم سيحاربون الحضارة وهاهم يهاجمون المكتبات يريدون حرقها فما أشبه اليوم بالبارحة, فالإرهابيون جنس واحد, وأفكارهم واحدة, وها هو سيدي خادم الحرمين الشريفين يغضب على ما حدث في مصر الكنانة في اليوم الذي جند الإرهاب فيه اتباعه للعبث في سائر أرض مصر, فقال:»لقد تابعنا ببالغ الأسى ما يجري في وطننا الثاني جمهورية مصر العربية الشقيقة من أحداث, تسر كل عدوٍ كاره لاستقرار مصر وشعبها, وتؤلم في ذات الوقت كل محب حريصٍ على ثبات ووحدة الصف المصري, الذي يتعرض لكيد الحاقدين في محاولة فاشلة – إن شاء الله – لضرب وحدته واستقراره من قبل كل جاهل أو غافل أو متعمد عما يحيكه الأعداء, وصدق خادم الحرمين فقد رأى الحقيقة واضحة جلية ببصيرته التي حكمت مواقفه دائما فما يجري في مصر أسرَّ الكيان الصهيوني ومن انشأوه وهم من لا يريدون لأكبر دولة عربية مسلمة إلا الشر ويخططون لتقسيمه وشق صف أهله, وبث العداوة والبغضاء بينهم, ويعاونهم الجاهلون والغافلون من أعضاء هذه المنظمة الإرهابية التي ظلت شوكة في جنب الشعب المصري على مدى خمسة وثمانين عاما, لا هم لها إلا احتضان كل جماعة إرهابية ومدها بالمعلومات لتعيث في الأرض فساداً, وقد رأى العالم كله ما حدث يوم الجمعة 16/8/2013م من عبث بمقدرات الوطن المصري, وما أشعل فيه من حرائق وما دمر فيه من منشآت حكومية وأهلية واعتداءات على دور العبادة للمسيحيين والمسلمين معاً, فما دخلوا مسجداً إلا وتركوه خراباً, حتى المستشفيات وبنوك الدم لم تنجُ من عبثهم, يجمعون السلاح ليقاتلوا به جيش مصر وشرطتها ومواطنيها, وهم جهلة لا يعرفون مقدارا لوطن ولا للدين حرمة, يريقون الدم الحرام ويعبثون بالأموال العامة والخاصة المصانة في أصل, هم قوم إذا حدثوا كذبوا وإذا عاهدوا غدروا وإذا ائتمنوا خانوا, وإذا خاصموا فجرو, هذا حالهم ولا يوافقهم عليه مؤمن, وهؤلاء الذين يريدون التدخل في شؤون مصر الداخلية يقودون نار الفتنة, كما قرر خادم الحرمين الشريفين مد الله في عمره, ويؤيدون الإرهاب الذي يدعون محاربته, سواء أكانوا من الغرب أو الشرق, ولكنه مستغرب من الدول العربية والإسلامية, وهي لا تعرف أن الدور عليها حينما تساعد على التدخل في شؤون دولة عربية أو مسلمة, بل لعلهم على يقين من ذلك وهم يظنون أنهم بهذا لا يؤجلون التدخل في شؤونهم وهيهات فجماعات الإرهاب زرعت في كل أوطاننا, وما نجونا منها إلا بخطة حكيمة وتوفيق من الله, ويقول خادم الحرمين الشريفين: «إنني أهيب برجال مصر والأمتين العربية والإسلامية, والشرفاء من العلماء وأهل الفكر والوعي والعقل والقلم: أن يقفوا وقفة رجل واحد في وجه كل من يحاول أن يزعزع دولة لها في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء, وألا يقفوا صامتين غير آبهين لما يحدث «فالساكت عن الحق شيطان أخرس», ثم يضيف رعاه الله قائلا : «ليعلم العالم أجمع بأن المملكة العربية السعودية شعبا وحكومة وقفت وتقف مع أشقائها في مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة, وتجاه من يحاول المساس بشؤونها الداخلية في عزمها وقوتها إن شاء الله, وحقها الشرعي لردع كل عابث أو مضلل لبسطاء الناس من اشقائنا في مصر».
ونحن كشعب وراء قادتنا ندافع عما يدافعون عنه, ومصر منا في القلب, والعابثون بأرضها أعداء لنا, ومن يؤيدهم سنكشفه قبل أن يستفحل الأمر, فلن يبقى من يؤيد إرهابًا أبداً. وهو ما نرجو والله ولي التوفيق.