لم نكن نخشى أبداً أن يساء إلى معالم النبوة في مسجد النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – فنحن نعلم أن الله يحميها، ونحن على يقين أن خادم الحرمين الشريفين لن يرضى أن يخفى منها شيء، أو يزال أو يعزل، وكنا نثق بأهل العلم في بلادنا ومن غيرتهم الدينية أنها لا ترضى بتصميم للعمارة الحديثة والتوسعة المرتقبة للمسجد النبوي التي انتشرت وهي معيبة، وقد كتبنا عن هذا منذ أول يوم اطلعنا عليه، ورجونا ألا ينفذ رغبة منا في الحفاظ على تلك المعالم في الروضة الشريفة وما فيها من منبر سيدي رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ومحرابه، والذي كان وضعهما القائم توقيفاً، لا يصح تغييره، ونبهنا إلى أطماع لبعض خلق الله في تغيير تلك المعالم، خاصة من تولدت الأوهام في رؤوسهم، أن الصلاة لا تصح في المسجد النبوي وفيه الحجرة النبوية المدفون بها جسد أطهر خلق الله، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم – ومنهم ذاك الكاتب الذي صرح بأنه من الغلاة الذين يتحرجون من الصلاة عند القبر أو حوله، ورددنا آنذاك بالردود العلمية الواجبة التي تهدم دعواه ودعوى أمثاله، ونشط قليلو العلم من المبدعين في هذه الفترة، إلا أن الأمر كله أحيل إلى هيئة كبار العلماء ليكون قرارهم الصادر عن الأغلبية بعدم قبول التصميم المعيب للتوسعة الجديدة للمسجد النبوي، والذي تداولته الصحافة والمواقع على شبكة الانترنت، وهو القرار، الذي يجب أن يوقف الجدل حول هذا التصميم، وأن يبحث عن تصميم لا يمس تلك المعالم بإزالة أو تهميش ليكون بديلاً له، فالتوسعة مطلوبة، ولكن دون إضرار بمعالم المسجد النبوي، وعلى الذين كانوا يطمعون ولايزالون بإخراج الحجرة النبوية من المسجد، أو عزلها داخله، أن يصمتوا الآن، فما يهدفون إليه لن يتحقق أبداً، فالوضع القائم في المسجد النبوي منذ ألف وثلاثمائة وخمسين سنة باق حتى تقوم الساعة بإذن الله، فالحق أحق أن يتبع ومن يريدون الإثارة إنما يريدون إثارة العالم الإسلامي كله ضد أوهام لم تتبناها الدولة، وإنما يرددها هؤلاء، يجب أن يصمتوا اليوم فقد قطعت جهيزة قول كل خطيب.