في هذا العام تأسست مدرسة ثانوية في عاصمة الوطن “الرياض” في حي الحزم على امتداد شارع حمزة بن عبداللطيف، واختير لها اسماً هو “مدرسة يزيد بن معاوية” الملك الثاني الأموي، الذي نعرفه جميعاً، وما أثير حول سيرته أثناء فترة ملكه التي استمرت أربع سنوات، وكانت من أكثر فترات التاريخ الإسلامي دموية، والذي قال عنه الإمام الذهبي في سير النبلاء: (كان قوياً شجاعاً، ذا رأي وحزم، وفطنة وفصاحة وله شعر جيد، وكان نصابياً، فظاً، غليظاً، جلفاً، يتناول المسكر، ويفعل المنكر، افتتح دولته بمقتل الحسين، واختتمها بواقعة الحرة، فمقته الناس، ولم يبارك في عمره،
وخرج عليه غير واحد بعد الحسين، كأهل المدينة قاموا لله، وكمرداس بن أُديّة الحنظلي البصري، ونافع بن الأزرق، وطواف بن معلى الدوسي، وابن الزبير بمكة، وروي أن الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز عند ما ذكر رجل عنده يزيد فقال: أمير المؤمنين يزيد بن معاوية، أمر بضربه عشرين سوطاً، وقال الإمام ابن كثير: (وقد كان يزيد فيه خصال محمودة من الكرم أو الحلم، والفصاحة، والشعر والشجاعة، وحسن الرأي في الملك، وكان ذا جمال وحسن عشرة، وكان فيه إقبال على الشهوات وترك الصلوات في بعض أوقاتها، وإماتتها في غالب الأوقات، وكتب التاريخ كالبداية والنهاية لابن كثير، وتاريخ الإسلام للإمام الذهبي، والكامل لابن الأثير، وحتى إن محبة ابن خلدون في العبر شحن معهم تاريخه بأحداث ملكه المخزية، وبما ارتكب من المظالم حتى عده كثير من علماء أهل السنة من الفاسقين، وأجاز بعضهم لعنه، منهم القاضي أبو يعلى الذي صنف كتاباً فيه من يستحق اللعن من الفاسقين وعده منهم، وألَّف ابن الجوزي كتاباً اسماه “الرد على المتعصب العنيد المانع من دم يزيد” وقال: (سألني سائل عن لعن يزيد بن معاوية فقلت: يكفيه ما به، فقال: أيجوز لعنه، قلت قد أجازه العلماء الورعون، منهم أحمد بن حنبل فإنه ذكر في حق يزيد ما يزيد على اللعنة)، ومن لم يلعنه قال: (لا نحبه ولا نسبه، وله نظراء من خلفاء الدولتين “يعني الأموية والعباسية” وكذلك في ملوك النواحي، بل وفيهم من هو أشر منه، وإنما عظم الخطب لكونه ولي بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم وسلم – بتسع وأربعين سنة، والعهد قريب، والصحابة موجودون كابن عمر كان أولى منه ومن أبيه وجده، والقول للإمام الذهبي، والسؤال موجه لوزارة التربية والتعليم من كانت هذه سيرته ما الحكمة في أن يعلو اسمه هامة إحدى مدارسنا، مع أن في الأخيار من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتابعيهم وأفذاذ العلماء غنية عن مثله، ولنا أمل أن تسمى هذه ا لمدرسة باسم أحدهم فهو ما نرجو والله ولي التوفيق.