مضت السنون منذ بدء استقرار الوطن في هذه البلاد، ومنّ الله عليها في تنظيم حركة الحجيج المباركة، فتقود حركة الحشود بنجاح تام بما لم يحدث نجاح مثله قط رغم أنه معجزة، بتوفيق من الله وسداد، ويظهر للعالم كله هذا النجاح الباهر، منذ تولت مملكتنا الحبيبة توجيهه نحو النجاح، ودون أن يتعثَّر تنظيمها له منذ تولت توجيهه، وكان جهد رجالها من مدنيين وعسكريين يبهر هذا العالم على مر السنين، حتى كان هذا العام الذي جعله الله قمة نجاح وسداد لا مثيل له، وأشاد به العالم منذ تولت المملكة تنظيم حشود الحج عبر السنين، حتى كان هذا العام الأخير ليثبت للعالم أجمع أن بلادنا حكومة وشعباً الأقدر على تنظيم هذه الحركة، ولتضرب بلادنا لهذا العالم أجمع الأنموذج الأفضل في تنظيم حركة حشد يتجاوز الملايين، وفي مساحة من الأرض محدودة يعجب العالم كيف تم حشد الناس فيها للقيام بأعمال شعائرية بالغة الصعوبة، تُنجز في زمن قليل جداً، وننجح حكومة وشعباً في ذلك دون أن تقع مشكلات، ليكون الحج أنجح اجتماع بشري تجاوز المليونين ونصف المليون نجحت معه بلادنا في تدبير حركة هذه الحشود فوق هذه الأرض، فإذا هي النموذج الأسلم لحركة حشود تدار بمهارة ولا تحدث لها أي مشكلات، ذلك هو توفيق من الله وسداد لم يبلغه أحد قبلنا، وقد سمعنا من الجميع الإشادة بذلك منذ اللحظات الأولى لنموذج حشد رائع، لم يحدث فيه خلل أبداً منذ بدأ وحتى انتهى، وسمعنا من إخواننا المسلمين الإشادة بقيادتنا للحركة الشاملة لحشود بها تتم أعمال الحج، وأعلن بذلك نجاح الموسم، وشعرنا جميعاً بتوفيق الله لنا وسداده، وأنهى الجميع شعائرهم دون أخطاء أبداً، وهاهم يغادرون بقعة منى وقد أتم الله لهم عبادتهم، وتقبل حجهم، وغداً يغادر معظمهم أرض الحرمين إلى بلدانهم بإذن الله مغفورين الذنب، داعين لنا دوماً بتوفيق من الله مستمر حتى تقوم الساعة، وننال الأجر كل الأجر على ثواب خدمتهم كما تعودنا بحمد الله دوماً كل عام، وهم يعودون إلى بلدانهم سالمين غانمين.