لا أشك لحظة في أن من حق الصحف أن تنشر أخبار كل الأجهزة الحكومية وأن تبرز نقدها لها, النقد النزيه الذي يسعى أصحابه إلى الإصلاح وترقية ما تقدمه هذه الأجهزة من خدمات, وظهور خبر الهيئة فيها أمر وارد ولا يمكن لأحد أن يشكك أن الصحف تنتقي من أخبار الهيئة ما يظهر أن لديها أخطاء ويترك ما كان من أعمالها إيجابياً.. لأن الواقع ينفي هذا التشكيك ففي صحفنا أخبار تصب في مصلحة الهيئة كما هو الحال في تناول جميع أخبار الأجهزة الحكومية, وأما ما يظهر من نقد لعمل أعضاء في الميدان خاصة فهو ما يجب أن يظهر لإمكان تلافي الأخطاء والحد منها, وتشنج البعض إذا قرأ نقداً لها لن يجعل الصحف تكف عن هذا النقد, لأنه في الحقيقة أهم ما تقوم به الصحف, بل ووظيفتها الأساسية الكشف عن وجوه القصور وتراكم الأخطاء وأحياناً حتى أنها تتشابه في أحداثها المتكررة, والنقد لا يعني الإساءة, وليس هو عمل لمن ينتقد, والنقد غير النزيه من الممكن اكتشافه بسهولة, لا من قبل المنتقد بل ومن قبل كل القراء, والهيئة جهاز حكومي يقوم أفراده العاملون به بنشاط يمس الجمهور, وإذا وقع الخطأ منهم أضر بالعامة, وهم ليسوا معصومين عن الخطأ.
وإذا وقع منهم فأضر لا بد من محاسبتهم عليه, والقول أن من يخطئون لا يتجاوزون عشرين فرداً, استقال منهم تسعة كما نشر قول يهون من سلسلة الأخطاء التي تقع حتى اليوم, ولعل شكوى الشيخ,وليس الهيئة,أن هناك من يعارضونه من موظفي الهيئة ويحضرون إلى مكتبه يومياً يحتجون عليه, بل ويجد بينهم من يتنصت عليه عبر التلفون ويعترف بذلك, ومع هذا لا يتخذ ضد هؤلاء أي قرار, بل لا يزال يرجو لهم أن يعودوا عن أخطائهم, ومن يبلغ هذا الحد من الإصرار على الخطأ ويمضي على ذلك زمن ليس باليسير يجب أن يحاسب لا أن ينتظر عليه حتى يعود إلى جادة الصواب, ولو أن كل من تعمد خطأ ظللنا ننتظر عودته إلى الصواب والحق لانتشرت الأخطاء عبر كل أجهزتنا الحكومية وتراكمت وهو ما لا نرجو .والله ولي التوفيق..