للنجاح أعداء كثيرون، منها ظروف تعوقه، وهي في مثل بلداننا العربية لا حصر لها، حتى أن كدنا أن نفقد أصحاب العقول المبدعة، عندما تحيط بهم الظروف المعوقة من كل جانب فيفرون إلى العالم الأرحب حيث يجدون ما يدفعهم إلى الإبداع أكثر، ومن هذه الظروف نظم سياسية وإدارية متخلفة لا تنتمي إلى هذا العصر، تكاثر القيود على المبدعين، حتى تدمرهم إن لم يفروا،
ونظم استبدادية قمعية منتشرة الخلاص منها اليوم باهظ الثمن، ومن هذه الظروف نشأة فئة من البشر تظن أن كل مبدع ناجح استلب حقاً هو في الأصل لها، رغم أنها تدرك بيقين فشلها، كما يدركه الناس من حولها، وهذه الفئة وللأسف متسلقة لا ضمائر لأفرادها، يبذلون ماء الوجه ليكونوا في كل مكان يضعون في طريق المبدعين العقبات، علهم يصرفونهم عما يؤدي بهم إلى النجاح، تجد منهم في الإدارات والأجهزة الحكومية نفراً لا وظيفة لهم سوى أن يصنعوا ألواناً من العقد تجعل وصول صاحب الموهبة المبدع إلى النجاح صعباً للغاية، عله يتراجع عن مسعاه فيفشل وبذلك يسعدون، وتجدهم في مراكز التعليم لا يقدمون شيئاً سوى تدمير المواهب لدى التلاميذ في مراحل التعليم المختلفة، وأشدهم فتكاً بالمواهب من كان في الجامعة يتتبع كل موهوب ليفشله ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ويعرف الناس مثل هذا حيث يمضي في الجامعة عمراً ويغادرها ولا أثر له علمي يعرفه به الناس، ويحفظون له سلوكه المعوق لنجاح من يعلمهم من الموهوبين، وكذا تجد في الصحافة رؤساء تحرير ومحررين يتتبعون كل موهوب في الكتابة مبدع، يضعون في وجهه القيود حتى يمل ويترك الكتابة، وتراهم يستكتبون بدلاً عنه من لا يقرأ له الناس ولا يلتفتون إلى ما يكتب وتجد من الكتاب من تخصص في متابعة كل ناجح يهاجمونه ويثيرون الزوابع حوله باسلوب ردئ ركيك، وبعضهم قد أمضى في الكتابة الصحفية عمراً لم يقرأ له الناس يوماً مقالاً ذا بال، وكل ما يقرأونه له تطفل على موائد النجاح يغمز الناجحين ويلمزهم، ويتتبع شخصيات في المجتمع لها شهرة وجاه، إن اعطوه أثنى وإن امتنعوا عن العطاء ذم، ومثله يعلم أن الناس يدركون سوء سلوكه، ولكنه مع كل هذا سادر في غيه، ولكن النجاح ثمن عادل للجهد الذي يبذله الموهوب، ويبلغ به الآفاق، وظل عدوه يعيش الحسرة والندوم، فهل يفيق أعداء الناجحين؟!! .. هو ما نرجو والله ولي التوفيق..