هذه العبارة كم مرة تمنيت لو رددتها بأعلى صوت امتلكه، رغم أني أدرك أن الصوت مني قد ضعف بتقدم السن وضعف البدن، فالإسلام هذا الدين الحنيف، الذي عشته وعاش فيّ عبر اقتناع عن دراسة وبحث امضيت العمر كله ولا أزال أمارسه كل يوم، حتى نشأت بيني وبينه ألفة هدتني إلى كل محاسنه، فايقنت أن محبة الله عز وجل الطريق الأسلم مع محبة سيدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – للإيمان بهذا الدين، فمحبتهما الراسخة في القلوب، تجعل الفهم لقولهما أحلى وأوضح، لأن التشكيك فيهما يرتفع، ومن ايقن مثلي بما جاء به الدين لمحبته لله وللرسول لا يمكن لأحد مهما بلغ من الذكاء أن يشككه في دينه، أو يدعي عليه بأنه غير مؤمن لمجرد أنه لا يوافقه على رأي فج اطلقه، خاصة هؤلاء الذين يريدون أن يشككوا في طاعتنا لربنا وتقوانا والزعم أنه الأعلم والأتقى منا لمجرد أنه يناصر هذه الجماعة الشاذة فكراً وسلوكاً، والتي لها تاريخ ملطخ بالدماء منذ نشوئها وحتى اليوم، وهؤلاء قوم قلدوا في دينهم اغماراً من الجاهلين، سمعنا طوال عام منهم أسوأ أقوال تسمعها إذن مسلم. تشتمل على التكفير والتفسيق والشتم والسب لكل من خالفهم في السياسة، وهم لا يختلفون مع الناس على دين، ومن يدعي هذا فهو لا يعرف حقائق الأمور في مصر، وما اختلف الاخوان مع المصريين قط على الدين أو قضايا وإنما هم فقط يرون أنهم الأحق بحكم المصريين، ولو كانوا يرفضونهم، وظلوا عبر الزمان منذ أن نشأت جماعتهم وهم يكرهون المصريين، لأنهم يرفضون أن يحكموهم، وهم لا مانع عندهم أن يغروا بهم الجماعات التي خرجت من تحت عباءة جماعتهم كالجماعة الإسلامية، أو جماعة الجهاد أو جماعة التكفير والهجرة، والتي كان لها دور بشع في العنف الذي ساد في فترة سابقة، ويعود اليوم في صورة بشعة ترافقها فتاوى الجاهلين بقتل كل من يختلف مع الاخوان، ثم يأتي على لسان مثقفين وسادة يدعون أنهم الإسلاميون وحدهم، من بقايا خلايا أنشأها الاخوان في بلادنا منذ بقايا هذه الخلايا التي تخجل من إدعاء الصلاح والتقوى، واتهام كل من لا يقبل فكر الاخوان وسلوكهم، ويعارض سياساتهم، بعدم الصلاح وعدم التقوى وهم يعلمون أنهم غير صادقين، وأن من يتهمونهم أصلح منهم تديناً ولا يشك أحد في تقواهم إلا من اعتادوا ذم الناس واتهامهم بلا بينات، وهم على يقين أن ما يدعون إليه لن يتحقق واقعياً في بلادنا ولكنها تعمي الأبصار والبصائر فهل يعودون عن غيهم هو ما نرجو والله ولي التوفيق.