منذ سنوات كلما حاولت هيئة الأمم المتحدة حل مشكلة دولية فشلت في ذلك فشلاً ذريعاً، بسبب واضح أن الدول جميعها خاصة تلك التي تختار الأمم المتحدة منها المندوبين والمبعوثين للدول التي تعاني من مشكلات تنازع واختلاف هي دوماً تقدم مصالحها على مصالح دول العالم أجمع. فالدول الأوروبية تقف إلى جوار الدول الأوروبية أو الحليفة كتركيا، حتى وإن كانت أخطاؤها فادحة جداً، ولن تحل مشكلة دولية وهي طرف فيها، ما لم تتخذ الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن منها موقفاً حازماً يعيد إليها الصواب والتمسك به. وهكذا تظل المشكلة بلا حل بل تتسع دائرتها بانضمام دول أخرى لأطرافها، وهو ما جعل مشكلات العالم بلا حلول معقولة، ولننظر كمثال ذلك موقف دولة الصهاينة من الحقوق الفلسطينية المحقة والعادلة، وموقف الدول العربية في الشرق الأوسط منها ومن الدولة التركية التي تسعى لاحتلال بعض دولها كلياً أو جزئياً، وكلما اقترب الحل بينها وجدت من مواقف دول الاتحاد الأوروبي ما يعطل هذا الحل. ولننظر الى موقف الأمم المتحدة من مشكلة اليمن التي تستعصي على الحل لما يصر عليه مندوبو هيئة الأمم المتحدة من الوقوف مع ميليشيا الحوثي، ولا أحد يدري أن موظفي الأمم المتحدة بصفة عامة قد تكون علاقاتهم مع أطراف أي نزاع يحدث في هذا العالم وهذا ما يقرر ما يقومون به من وساطة، للوصول إلى الحل، وكمثال على ذلك شكوى الدولة اليمنية من موقف وسيط الأمم المتحدة منها وانحيازه إلى الحوثي، وفشل الحلول التي يطرحها لإنهاء الخلاف بين الطرفين.