دعوني اقول كلمة انا مسؤول عنها، منذ ان كان لنا مديرية تابعة لوزارة المالية كما هي الادارات الحكومية كلها يوم بدأ بنيان كيان الدولة، ونحن لم نتمتع بخدمات طبية وصحية مرضية، بل دعوني اقول ان كاتب هذه السطور وقد تجاوزت السبعين عاماً عمراً لم اتمتع بخدمة صحية عبر اي ادارة تابعة لوزارة الصحة سواء في المراكز الصحية او المستشفيات العامة او حتى المستشفيات المتخصصة التابعة لها بعد انشائها.
فدوماً كانت وزارة الصحة متدنية الخدمات رغم انها تستنزف من الميزانية القدر الأكبر، ولم نحس قط ان الوزارة تعمل من اجل المواطن الا في الفترة التي تولى حقيبتها الدكتور غازي القصيبي – رحمه الله.
فقد شاخت هذه الوزارة حتى لم تعد كل ادارتها تعمل بصورة طبيعية وتحتاج الى هزة عظيمة تجعل كل من انتسب اليها وعطل اعمالها يتساقطون، ويعلم كل فاسد في جهازها قدره حينما يحقق معه ثم تفرض علية العقوبة الرادعة، التي تجعل غيره يتعظ به.
فقد اصبحت اليوم اعادة هيكلتها مع بعض وزارتنا التي شاخت لنضخ اليها الدماء الجديدة الحارة، التي تدفع العمل فيها الى انجازات حقيقية، لابد لجهازنا الاداري كله من اعادة هيكلة ليعود الى الحياة بعد ان اشرف على الموت.
فالوزير وحده مهما كانت مواهبه وقدراته فلن يصلح وزارة ضخمة استقر العمل فيها على صورة بيرقراطية جعلت العمل فيها يسير ببطء شديد، ولم تنم داخلها خبرات تستفيد منها، ولابد من تخطيط سليم لاعادة هيكلتها بالصورة التي تجعل منها ادارة صحية تخدم جميع المواطنين بالصورة التي ترضيهم.
والمعلوم بداهة ان اهم الوزارات للنهوض بابناء هذا الوطن هي وزارة التربية والتعليم، وهي في ظني الوزارة الرائدة، والتي تصوغ عقول مواطني هذا البلد، ولابد ان تنصرف العناية اليها، خاصة وانها من الوزارات التي شاخت وتحتاج الى مزيد من العناية، ثم وزارة الصحة التي تحافظ على صحة المواطنين، ثم الوزارات المهمة للبيئة وتخطيط المدن، لترقى بالحياة في هذا الوطن، وتهيئه لنهوض في كافة مجالات الحياة.
فالعودة الى التنظيم الاداري لكافة الوزارات في الدولة لاعادة هيكلته ليكون جاهزاً للعمل نحو النهوض بالبلاد لتكون منافسة لدول العالم المتقدم او يسمونه اعلامياً العالم الاول.
وهذا يحتاج الى مزيد من المتخصصين في كافة مجالات العمل تعاونهم خبرات مكتسبة جادة، وألا يصل للوظائف العامة الا من هو جدير بها اما مجرد شغلها بأناس لا يمتلكون المعرفة، ولا الخبرة فهو ما يجعل هذه الوزارات ينحدر اداؤها الى الدرجة التي تنشل معها في اداء مهامها الموكولة اليها فهل تفعل هذا هو ما ارجو والله ولي التوفيق.