إيران دولة تهدم أركانها بسياستها

إيران منذ ثورتها المُسمَّاة -زوراً وبهتاناً- الإسلامية، وهي تهوي في غورٍ سحيق كله أشواك، لا تستطيع أن تخرج منه أبداً، حيث ظنَّت أنها تستطيع أن تُصدِّر أفكاراً لها ضالة لمليار ونصف من المسلمين، وفشلت منذ ظهور ثورتها وحتى اليوم في ذلك، فهي لم تستطع أن تُصدِّر شيئاً إلى غيرها، إلا أنها استطاعت أن تصنع لها أذرعاً سيئة من جماعاتٍ إرهاب شيعية منتشرة فيما حولها من أقطار، ومنحتهم المال والسلاح، علَّهم ينجحون في صد المسلمين عن مذاهبهم، ففشلت في ذلك فشلاً ذريعاً، ثم أصبحت هذه الأذرع عبئاً عليها، استنزفت أموالها كلها، حتى أصبحت اليوم في عداد الدول الفقيرة، بعد أن تعذَّر عليها بيع شيء من ثروتها النفطية، فانهار اقتصادها في الداخل، وانهارت علاقاتها بدول العالم، حتى كادت دوله أن تجمع على عداءٍ لها، ولم تعد تستطيع أن تبيع للعالم شيئاً من بضائعها، كما لم تعد تستطيع أن تتعامل مع العالم مصرفياً، وازدادت عليها العقوبات الأمريكية، حتى كادت أن تُدمِّرها، كما أن حركة شعبها في الداخل أصبحت لا تُخطئها العين، وقد رأوا سوء تصرّفها، وما أدَّى إليه من فقرٍ لمجتمعهم، وأصبحوا يعترضون على جُل سياساتها، خاصة ما تُنفقه على تلك الأذرع من أموالٍ تصنع لها عداء عبر العالم، ومع هذا كله فحكومتهم سادرة في غيِّها لا ترعوي، تعادي العالم أجمع، ولا تستجيب لنصح الأصدقاء، وحياة شعبها في تدهورٍ مستمر، حتى كاد يصنع له ثورة ضد حكومته تؤدي إلى سقوطها، ولعل ذلك قادم لا محالة، ولكن القوم سادرون في غيِّهم لا يرتدعون، والشعب يئن تحت مظالمها وتحت قسوة الفقر الذي ينهك اقتصادها، ولا يزال في العالم بقية تحاول النصح لها، ولكنها لا تسمع لهم، وتعتدي على جيرانها وكأنها تُدمِّر نفسها بنفسها دون هوادة. وسلوك كهذا لاشك مؤدٍ في النهاية إلى انهيار تام لدولةٍ تكالبت عليها الظروف داخلياً وخارجياً، وليس لديها ما تدفع به عن نفسها، غائلة هذا الانهيار القادم، والذي يراه كل الملاحظين لسياستها التي تؤدي حتماً إلى انهيار للدولة عبر سياسة هوجاء. ولكن مَن يحكمون إيران قد عزموا على معاداة العالم أجمع، وبذلك ستكون الدولة التي قضت بنفسها على نفسها، وكم نصح لها جيرانها وأرادوا لها الخير، فأرادت لهم الشر، والشر إذا عاد على صاحبه قضى عليه لا محالة.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: