الثلاثاء , 3 - ديسمبر - 2024

إيران.. والرغبة في السيطرة على بلدان العرب

حاولت إيران مراراً وتكراراً السيطرة على كل بلد فيه مواطنون شيعة، حتى توهَّم الحزب المسلح في لبنان بدافعٍ من سياسة إيران وتمويله، أنه القادر على حكم لبنان، مصغياً لتعليمات زعماء إيران، الذين يُردِّدون دوماً أنهم موجودون في أربع دول عربية «العراق ولبنان والبحرين واليمن»، وذلك بعد أن موَّلت إيران نفراً من الشيعة ودرَّبتهم على مقاومة حكومات بلدانهم بأساليب تُعرِّض تلك البلدان للخطر، بعد أن أقنعهم زعماء إيران ألا تكون انتماءاتهم لأوطانهم، وأن يكون انتماؤهم لطائفتهم، بمعنى أن الانتماء المهم هو لإيران ومرشدها، ورأينا بينهم من عادى حكومات بلدانهم ومواطنيهم، وكان انتماؤه للمرشد الإيراني، رغم أن لهم في أوطانهم مراجع دينية، وهناك فئةٌ كبيرة من الشيعة في بلدانهم لم يعترفوا قط بمرشد خارج أوطانهم، ولكن القابع في طهران ظن أنهم يتبعونه ولا يتبعون مراجعهم، وهم ولاؤهم لأوطانهم لا لحكومة إيران. واستطاع ملالي إيران في غفلة من الزمن أن يسيطروا على عقول بعض المواطنين الشيعة في غير إيران، في كل بلدٍ فيه شيعة، ولو كان ذلك عن طريق التلبيس عليهم، وقد عاشوا في أوطانهم أزماناً لم يكن بينهم وبين مكوِّنات شعوبهم من غير الشيعة عداءً أبداً، حتى خطَّط مرشد إيران وحكومتها لإنشاء جماعات حزبية تتبع للمرشد، من بين هؤلاء من يقوم بشغبٍ داخل أوطانهم، فينحازون بها إلى تعليمات مرشد إيران وملاليها، فكانت النتيجة أن صنع بينهم وبين أوطانهم ومواطنيهم عداء لم يكن له وجود من قبل، وحاولوا عن طريق مَن أقنعوهم منهم تصدير ثورة إيران إلى بلدانهم، مما تسبب في صنع شرخ بينهم وبين مواطنيهم في تلك البلدان، التي هم في الأصل من مواطنيها ويعيشون فيها، رغم أنهم قبل الثورة الإيرانية كانوا مواطنين في بلدانهم يتعايشون مع بعضهم البعض دون عداوة ولا بغضاء، وأصبحوا بسبب ذلك مصدر قلق في أوطانهم، ولم تطمئن إليهم شعوبهم، وظلت إيران توحي إليهم أنهم غرباء في أوطانهم، ولن تزول غربتهم إلا إذا انضموا إلى إيران فكراً وروحاً وثقافة!!.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: