إن العالم اليوم قد استقلت دوله عن تلك الدول التي حكمتها في الماضي حتى أصبحت دولاً متعددة، ولا يصح في عالمنا المعاصر أن يدعي أحد تملك بعضها بحجة أنها كانت في الماضي تحكمها، إلا في حال واحدة إذا تسلط على بعض الحكام اليوم لون من الجنون يقوده إلى عداء للعالم لا ضرورة له، فالإمبراطوريات القديمة، والتي كانت تحكم العالم كله مثل الامبراطورية الرومانية والفارسية، ودعني أقول والإمبراطورية العربية الإسلامية، والتي حكمت العالم القديم كله، لا يصح أبدًا أن تستيقظ عند أفراد فيها نزعة لحكمها في العصر الحديث، وقد أصبحت دولاً مستقلة متعددة، ولن يقول بذلك أحد إلا إن أصابه لون من الجنون. فكيف بدول حكمت دولاً كثيرة في الماضي مثل الدولة العثمانية، والتي عانى من ظلمها شعوب كثيرة، ولم تحكم بعدل قط، ونال الشعوب التي حكمتها من المظالم ما الله به عليم، وساءت أحوالها، ومن كان تحت حكمها هي اليوم دول متعددة فاقت حضارة وعلمًا تلك الدولة التي لم يعد لها وجود في العصر الحديث، إلا في دولة قومية واحدة هي تركيا،كيف بها وهي تدعي أن دول العالم التي حكمتها تابعة لها؟، ولعل ما نال الدولة العثمانية من تخلف لا يزال مؤثرًا في دولة تركيا الحديثة تحت حكم أردوغان فكيف يتصور أنه قادر على حكم كل تلك الدول؟، فالادعاء بأن دولنا العربية الحديثة والدول الاسلامية ملك لتركيا الحديثة تحت حكم أردوغان ادعاء باطل، ويقيناً أنه بتصرفاته هذه يظن أنه سيعزلها عن عالمها الإسلامي، وهو ما يحدث اليوم تدريجيًا بعد أن أعلن أردوغان الحرب على دولنا العربية والمسلمة بدعوى أن تركيا تملكها، وهو لون من الجنون لن يؤدي سوى الى عداء عالمنا العربي والاسلامي لدولة تركيا التي أراها اليوم تصنع لونًا من العداء والكراهية لها في عالمنا العربي والاسلامي تدريجيًا، ولا أظن إلا أن في اخوتنا الأتراك عقلاء سيمنعون هذا العداء والكراهية أن يحدثا، فلا خير فيه لنا أو لهم، والخير كله في علاقات متزنة بين تركيا ومحيطها العربي والإسلامي، وترك التطاول على حكام دولنا وشعوبنا، فمثل هذا يورث الشعوب حقدًا وكراهية لا نود أن تكون بيننا وبين اخواننا الأتراك، فهل يدركون هذا هو ما أرجو.. والله ولي التوفيق.